السؤال
1- ما رأي حضراتكم بالبنات اللواتي لا يلبسن الحجاب ويدعين أنهن ملتزمات بالشرع وإذا سألت إحداهن لماذا لا تلبسين الحجاب ، أجابت بأنه ليس من الضروري أن تكوني محجبة لأن الله لا ينظر إلى مظاهرنا وإنما إلى قلوبنا.2- في حياتنا اليومية نجد الكثير من المظاهر التي لاتنتمي إلى الإسلام بصلة (خاصة الفتيات) ولا نستطيع أن نفعل شيئاً مثل تقديم النصيحة لهن وبأنه لا يجوز ذلك لأننا إذا قلنا شيئاً يردون علينا ويقلون بأنهن يعرفن الإسلام أكثر منا وأنهن لسن صغيرات في هذه الحالة هل نحن مقصرات وسيتم محاسبتنا على ذلك لأننا نرى الأخطاء ولا نقول شيئاً؟ملاحظة: عذراً إذا كانت هناك أخطاء لغوية في السؤال لأننا لا نجيد اللغة العربية بطلاقة (لأني لست عربية).
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من لوازم الالتزام بشرع الله تعالى لبس الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة، ومن ادعت أنها ملتزمة بشرع الله وهي متبرجة كذبها لسان الحال الذي هو أصدق من لسان المقال، والظاهر عنوان الباطن، وكل إناء بالذي فيه ينضح كما يقال.
فمن لم تمتثل أمر الله تعالى في قوله: ...وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ {النور: 31}. وفي قوله تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ... {الأحزاب: 59}. فمن لم تمتثل هذه الأوامر لا يمكن أن توصف بأنها ملتزمة بشرع الله تعالى.
والواجب عليكن تجاه هؤلاء الأخوات أن تنصحنهن، وتبينَّ لهن وجوب الحجاب بالحكمة والموعظة الحسنة، أداء للأمانة والنصح الذي فرضه الله على كل مسلم لأخيه المسلم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة. رواه مسلم.
ولا يسقط الواجب عنكن كونهن أعلم منكن في الدين أو لأنهن لا يستجبن لكن، فهذا كما أشرنا أداء الواجب النصح ومن باب قول الله تعالى: مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأعراف: 164}.
وأنتن مأجورات على للقيام بالواجب، والهداية بيد الله تعالى القائل في محكم كتابه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص: 56}.
وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى التالية أرقامها: 18119، 17037، 1987، 3350، 6226، 5413، 8580، 42041.
والله أعلم.