الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من فعل معصية حياء من مخالفة غيره

السؤال

مديري في العمل طلب مني ذات مرة أن أكتب له رسالة على الكمبيوتر خاصة بالعمل ولكن هذه الرساله تتضمن طلب أن تتعاقد الشركة مع شركة تأمين وذلك بخصوص مشروع علاجي خاص بالشركة، وكتبت هذه الرسالة وأنا خائفة لأنني أعرف أن التأمين حرام واستحييت أن أقول للمدير أنني لا أكتبها، لا أعرف ماذا أعمل الآن ألوم نفسي لأنه من المفروض أن لا أخاف من أحد ولا أستحيي من أحد والمفروض أن أقول للمدير أن هذا حرام ولا يهمني ما يحدث، ومع ذلك لا أستطيع أن أكلمه ومكسوفه من المدير جداً لا أعرف كيف أوضح له ذلك، أخاف أن يكون هذا الطلب الذي كتبته يكون قد أرسله المدير بالفاكس ليجري تنفيذه فأكون أنا أعنت على معصية ومن سن سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة فأكون أنا بذلك أعنت على ذنب، لماذا أخشى من المدير هكذا ولا أقدر أن أقول له أن هذا حرام، ماذا أفعل يا شيخ بالله عليك، هل أكون بهذ ا الفعل مشتركة لأنني أخاف وأستحيي جداً من الناس وأعمل المعصية بسبب استحيائي من الناس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكتابتك طلباً، لتتعاقد الشركة التي تعملين بها مع شركة تأمين، فيه تفصيل، فإن كان التأمين تأميناً تجارياً، فهذا لا يجوز لأن التأمين التجاري محرم لما فيه من الغرر والمقامرة، وأما إذا كان تأميناً تعاونياً، فلا حرج في ذلك، لأن التأمين التعاوني مباح لأنه قائم على التعاون والتكافل لا الاسترباح المادي، وراجعي للتفصيل الفتوى رقم: 472

وأما فعلك للمعصية حياء من مخالفة مديرك وخشية له، فلا يصل ذلك إلى درجة الشرك، ولكنه إثم ومعصية وخطأ بالغ، وفيه مع إثم اقتراف المعصية ذاتها إثم مخالفة ما أمر الله به في قوله: فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً {المائدة:44}، فنهى الله تبارك وتعالى أن نترك ما أمر الله به ورسوله خشية الناس، وفي مسند الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يحقرن أحدكم نفسه إذا رأى أمرا لله فيه مقال ان يقول فيه فيقال له يوم القيامة ما منعك أن تقول فيه فيقول رب خشيت الناس قال فانا أحق أن تخشى .

وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 2649، والفتوى رقم: 62980.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني