السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاماً، والحمد لله أعمل، وتوجد لي أخت واحدة تكبرني عمرها 30 سنة، وحتى الآن لم يوفقها الله في الزواج، وبالنسبة لي فأرغب أن أتزوج وليس فقط للزواج ولكن لإنشاء أسرة مسلمة وتربية الأبناء على التربية الإسلامية، وكلما أفكر في الزواج تغضب أختي مع أنها تقول لنا اتركوه يتزوج أنا لست غاضبة، ولكن هذا غير الحقيقة، وأمي وأبي يقولان لي اصبر أنت ما زلت صغيرًا حتى يرزق الله أختك بزوج، فسنجد لك عروساً، فالبنات كثيرات فما رأي فضيلتكم وماذا أفعل؟ فإن أمي وأبي يرغبان في تزويجي، ولكن يضعون في الاعتبار أختي أولاً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد رغب الإسلام في الزواج بصور متعددة، وحث عليه وهو من سنن الأنبياء والمرسلين، قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً {الرعد: 38}.
والزواج عبادة يستكمل المرء بها نصف دينه ويحصن به جوارحه عن الحرام، أخرج الطبراني والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب خاصة على الزواج لأنهم أقوى من غيرهم شهوة حيث قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
وعلى هذا.. فينبغي أن تحاول اقناع والديك بالموافقة على الزواج، وكونهما ربطا زواجك بزواج أختك قبلك شيء غريب، فأي ضرر يلحقها لو تزوجت قبلها؟!. وعلى كل، فإن اقتنعا فذلك شيء طيب، وإن لم يقتنعا فلك أن تتزوج وإن لم يقبلا، ويتأكد ذلك إذا خشيت على نفسك الوقوع في الحرام، لأنه حينئذ أصبح واجباً عليك، ولا تعد مخالفة الوالدين في هذا الأمر عقوقاً.
والله أعلم.