الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم جلوس الأولاد في غرفة منفصلة عن غرفة الأب

السؤال

أنا عاجزة عن شكر كل من يقوم على هذا الموقع الأكثر من رائع بصراحة أنتم الأب والأم والمستشار جزاكم الله كل الخير وجعلها في ميزان حسناتكم.في الحقيقة نحن أخوات نعيش مع أبينا وأمنا ولكن مع الأسف هم دائمو المشاكل وكل ما يتم النقاش في موضوع يبدأ الصراخ من جهة والدي نحن مقدرون بأنه رجل كبير ولكن هذا الموضوع موجود به منذ صغرنا نحن جميعنا نعمل ونعود إلى البيت للراحة ولكن إذا كان الأب موجودا فغالبا ما تحدث المشاكل ليست المشاكل بمعناها ولكن هو يجعلنا أحيانا نشعر بأن الدنيا كلها مشاكل وكنا إذا تدخلنا في نقاشهم يثور قليلا ولا يتقبل النقاش المهم أنا وجدت الحل بأنه عندما أعود إلى البيت فإني وأختي التي تصغرني نفضل الجلوس في غرفتنا حتى لا نكتئب ونسمع النقاش أحيانا أبي يلاحظ هذا الموضوع فيبدأ يهدئ نفسه لأنه يشعر بأننا قد مللنا هذه النقاشات نحن نساعدهم ماديا كثيرا خاصة والدتي ولكننا وأنا بالتحديد لا أطيق الجلوس في الصالة إذا كان أبي موجودا أرجوك أن لا تقل لي بأن هذا الكلام لا يجوز فأنا أفتقد للحنان الأبوي كثيرا وأفضل نسيان هذا الموضوع بجلوسي وابتعادي عن أبي بعدم الجلوس معه تعلم أنت كم الحياة أصبحت شاقة وحالتي النفسية لا تتحمل فقدانها الدائم للحب والحنان في البيت أريد أن أتأكد هل يعتبر الجلوس في الغرفة وعدم الجلوس في الصالة حيث وجود الوالد عقوقا علماً بأنني في حال سماعهم يتناقشون لابد من أن أتدخل وإذا ما تدخلت يزيد الوضع سوءا أرجو الإفادة في الموضوع بأكثر من جانب ونصيحة كذلك في حال قدوم أقارب لزيارتنا فإنه أحيانا يحاول أن يبرهن للأقارب بأننا لا نقوم بواجباتنا كثيرا ويثور على والدتي أمام الجميع مما يدفعني أنا وأختي إلى الدخول إلى الغرف أصبحنا نكره زيارة الأقارب بسبب ما يقوم به من انفعالات أمام الجميع ويحرجنا كثيرا
أرجو الإفادة يا سيدي. وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج من الجلوس في الغرفة وترك الجلوس في الصالة، تجنبا لسماع النقاش والمشاكل بين الأبوين، بل ربما كان هذا هو الأفضل، إذا كان تواجدك سيؤدي إلى زيادة حدة النقاش وغضب الوالد بسبب تدخلك، فالجلوس في الغرفة بهذه النية لا بنية هجر الوالد لا بأس به، وليس فيه عقوق، وإنما الأعمال بالنيات.

ونوصيك ببر والديك والإحسان إليهما، واحتساب الأجر على ذلك من الله سبحانه، ونوصيك بالصبر على والدك، وعدم مؤاخذته على سوء معاملته، والتلطف معه في الكلام، امتثالاً لقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23-24}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني