السؤال
أنا سيدة متزوجة ولي 3 أبناء، زوجي والحمد لله بار بوالديه وبأخواته، المشكلة في شقيق زوجي الذي يسكن بجوارنا فزوجته سيئة جدا وتختلق المشاكل علي كثيرا وأنا لا أعطيها أي اهتمام بالعكس أتركها تصيح وأدخل وتحرم زوجها من التكلم معنا أو مع أخيه وإذا صادف وتكلم مع أخيه سمعنا صوتها وصراخها\" علما بأنها محجبة وتصلي ولا تقطع فرضا هي أو زوجها\" .
أما المصيبة الكبرى هي أنها حرمت زوجها من أمه وأبيه وأخته فهو لا يزور أمه ولا أخته لا بالعيد أو رمضان أو أية مناسبة للعائلة وهو يلبي كل ما تطلبه منه زوجته، وأمه كثيرة الحزن لهذا السبب ودائمة البكاء.
سؤالي هو بالنسبة لنا نحن بالعيد زوجي يذهب ويعيد على أبنائهم وكلما رأى أخاه يكلمه مع أن الأخير يكلمه بامتعاض ويحاول التقرب إليه بالرغم من تلقي الرفض.
أنا أكون داخليا متضايقة ولكن أعلم أن صلة الرحم واجبة، هل يظل زوجي على ذلك أم يتوقف عن ذلك ، كذلك أريد أن أعرف ما هو عقابهم عند الله خاصة أنهم ملتزمون بالصلاة ويقيمون دروس الدين في بيتهم.
بارك الله بكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب على زوجك أن يصل أخاه وأن يحذر من قطيعة رحمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع. رواه البخاري ومسلم
وإن كان أخوه لا يزوره فليبدأ هو بزيارته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري. وانظري الفتويين: 1764، 13912.
وعلى زوجك أن يحذر أخاه من عقوق أمه، وليستعن في نصحه بما جاء في الفتوى رقم: 17754، وإن كان أخوه لا يستمع لنصحه فليرسل إليه من يرضى نصحه كإمام المسجد الذي يصلي فيه أخوه أو نحوه.
وفيما سبق من الفتاوى المحال عليها بيان عقوبة قاطع الرحم، وعقوبة العاق لوالديه.
وقاطع الرحم والعاق لوالديه مرتكب لكبيرتين من كبائر الذنوب، وهو ضعيف الإيمان ويخشى عليه، ولكن ما توعده الله تعالى به من العقوبة قد ينفذه وقد لا ينفذه، فإن أهل السنة يعتقدون أن أصحاب الكبائر غير المستحلين لها مسلمون فاسقون، وإذا ماتوا قبل أن يتوبوا فإنهم في الآخرة تحت المشيئة، إما أن ينفذ الله تعالى فيهم وعيده وإما لا، كأن يقبل فيهم شفاعة الشافعين، أو أن تسعهم رحمة رب العالمين.
والله أعلم.