السؤال
ما حكم تقبيل النقود بعد المكسب على سبيل الشكر لله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي للمسلم أن يقبل النقود ولا غيرها من أعراض الدنيا التافهة الزائلة... لما في ذلك من تعظيم المادة والانحطاط بالمسلم، فالمسلم أشرف وأعظم قدراً من أن يعظم غير الله عز وجل وحرماته...
وقد نص بعض أهل العلم على كراهة تقبيل يد الشخص أو غيرها ولو كان عالماً... فإذا كان ذلك في الإنسان المكرم أصلاً فلا ينبغي أن يكون للجماد المسخر للإنسان.
وأما الحصول على النقود بالسعي الحلال فلا شك أنه نعمة من الله عز وجل، وعلى المسلم أن يشكره سبحانه وتعالى عليها، كما قال تعالى: وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ {البقرة:152}، وقال تعالى: لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ {إبراهيم:7}.
وشكر النعمة يكون بصرفها في طاعة الله تعالى وفيما يرضيه سبحانه وتعالى، كما يكون بالثناء عليه باللسان وبالطاعة، فإذا أنعم الله عليك بنقود أو غيرها من النعم المادية والمعنوية فلا تستعملها فيما حرم الله، فكل ذلك من شكر نعم الله تعالى، ولم يرد عن السلف الصالح -فيما نعلم- أنهم كانوا يقبلون النقود بحجة شكر النعمة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني