الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تمام وصدق التوبة البعد عن مواطن المعصية

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاماً وفي السنتين الأخيرتين قمت بفعل الزنا وشرب الخمر مؤخراً وقد تعرفت على فتاة وكانت تسكن معي، مع العلم بأننا لسنا متزوجين خلال هذين العامين وفي كل مرة أتوب لله بعد فعل الزنا ومن ثم أعود لنفس الذنب, ولكن في الأسبوع الماضي عزمت على أن أدخل رمضان وأنا تائب، فلقد تبت ولله الحمد وأرجو أن تكون توبة نصوحا وقد عزمت على أن لا أعود مجدداً لهذا الذنب، وبالفعل تحدثت إلى هذه الفتاة وأخبرتها على ما أنا عازم عليه وأنه لا يمكننا العيش سوياً مجدداً، مع العلم منذ أن تعرفت عليها أخبرتها أنه لا يمكننا الزواج بحكم أنها آسيوية وفي بلادنا العربية وبالتحديد في عائلتي لن يكون ممكنا، وسوف أغضب والدي , المشكلة الآن أنها تبكي كثيراً وقد توقفت عن الأكل بشكل جزئي إلى أن تحدثت معها اليوم وحاولت أن أعطيها نفس الدافع الذي جعلني أتوب وقد رضيت ولكنها ترغب بزيارتي باستمرار وقد أخبرتها أنه لا يمكنني حتى أن ألمسها، ولكنها تتوسل إلي حتى أسمح لها بزيارتي بالشروط التي أريدها بدافع حبها لي، هي زميلتي في العمل ولقد بدأت بالفعل بالبحث عن عمل آخر، بالله عليكم أفيدوني فأنا أخاف جداً هذه المرة من أن أعود إلى ذلك الذنب، ولقد عقدت العزم على الذهاب إلى العمرة إن شاء الله عندما أنتهي من دين في ذمتي؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتوب عليك وأن يطهر قلبك وأن يحصن فرجك، أخي الكريم قد أقبلت عليك نفحات رمضان فتعرض لها وأقبل على الله تعالى وتب إليه توبة صادقة، والتوبة الصادقة لا تكون إلا بعد معرفة خطر الذنب، والذنب هو الحائل بينك وبين كل محبوب والموقع لك في كل خطر ومرهوب، فإذا علمت ذلك اشتعلت في النفس نار الندم، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: الندم توبة. رواه أحمد.

وهذا الشعور له أثر في الماضي وأثر في الحال وأثر في المستقبل، أما أثره في الماضي فندم وحسرة بسبب فعل المعصية، وأما أثره في الحال فإقلاع عن الذنب، وأما أثره في المستقبل فعزيمة صادقة على عدم العودة إلى الذنب إلى الممات.

أخي الكريم: أعرض عن هذه المرأة الفاجرة ولا تلتفت إليها ولا إلى توسلاتها أو ترجياتها ولا تسمح لها بزيارتك تحت أي ظرف، واعلم أنها طريق نصبه لك الشيطان ليوقعك في سخط الله وغضبه، فهل أنت على استعداد أن تضحي بنعيم مقيم من أجل شهوة تُنْسى لذتها وتبقى حسرتها، ومما يعينك على التوبة ترك العمل في الأماكن المختلطة، ومصاحبة الصالحين وتلاوة القرآن بتدبر وخشوع، ومطالعة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وسيرة الصالحين، وفقك الله لمرضاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني