السؤال
مشكلتي أني أعيش بعيداً عن أمي وأبي وأنا أصغر إخواني فجميعهم متزوجون ولا أجد من يهتم بي فأشعر بالوحدة كثيراً فتعودت أن أكلم الشباب عبر الهاتف وأنا أعلم أن هذا سيؤثر على سمعتي وديني وأرغب في أن أترك هذا الأمر وكلما أتركه أجدني أرجع له من جديد فماذا أفعل أنا الآن لا أكلم أحدا سوى شخص واحد لم أستطع التخلص منه لأنه يحبني وأنا طلبت منه الزواج ولكنه إلى الآن لا يعمل وأنا أتمنى لو أبتعد عنه وأدركت هذه العادة السيئة فماذا أفعل ؟؟ وكيف أستطيع ترك هذا الأمر دون الرجوع إليه ؟؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاتصال المرأة بالرجل الأجنبي عليها لغير حاجة معتبرة شرعاً محرم ، سواء كان الاتصال مباشراً أو بواسطة الهاتف أو النت ونحوه ، وراجعي فيه الفتوى رقم : 1072 . وهذا الشخص الذي ذكرت أنه يحبك ، فإن كان ــ حقاً ــ يحبك فعليه أن يتقدم لخطبتك من أبيك ، ولا ينبغي رفضه لمجرد كونه لا يعمل ، فإن مقياس الرفض والقبول في الزواج هو الدين والخلق ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي
واعلمي أن المال والأعمال لا يجلبان السعادة، وتذكري أن الله تعالى وعد المتزوج بغية الحلال والعفة بالغنى وذلك في قوله سبحانه : إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور: 32 } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاث حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف . رواه الترمذي وأحمد في مسنده .
وإذا كان هذا الشاب لا يريد الزواج منك ، أو كنت لا ترغبين في الزواج به فيجب أن تقطعي كل علاقة به فوراً ، ولا تتأخري في ذلك . فالإسلام يحرم أي علاقة بين الرجل والمرأة من هذا النوع خارج نطاق الزواج ، وذلك لما فيها من اتباع لخطوات الشيطان حيث يتدرج بالإنسان من خطوة إلى أخرى إلى أن يوقعه في الفاحشة. نسأل الله تعالى العافية .
والله أعلم .