السؤال
أنا سيدة مصابة بالوسواس القهري في العبادات ولا أستطيع أداء أية عبادة إلا بصعوبة ومعاناة كبيرة والحمد لله على كل حال، وأثناء قضائي لما أفطرته في رمضان لعذر شرعي يصيبني الوسواس الشديد في نية القضاء وأظل أعيد نطقها مرات ومرات بل إني أستيقظ مرات عديدة في الليل لكي أجدد النية التي أقول بأنها فسدت لمجرد رؤية أو التفكير في شيء لا يرضي الله، والذي يأتيني رغم دفعي له ومقاومته بشدة، وفي أثناء قضائي لأحد الأيام كنت أتحدث مع نفسي عن إنسانة بيني وبينها مشكل وتعرضت لعرضها بصوت مرتفع شيئا ما، وقلت لقد فسد صومي بسبب ذلك وبدأت أتساءل هل هذا يبطل نية الصوم أم لا، فقررت إتمام الصوم على أن أقضي ذلك اليوم مرة أخرى لأنه ثبت في ذهني بأن صومي قد ضاع، ومرة أخرى صعب علي الشروع في الوضوء بسبب الوساوس ثم قلت يارب إن كنت أحبك وأنت ربي وأطيعك فسأشرع في وضوئي رغم الشيطان وإن كنت أعبد الشيطان وأحبه وهو مولاي فلن أتوضأ، والله فعلت هذا فقط كي أقوي نفسي وأتمكن من الوضوء بعد أن تعسر علي ذلك، لكنني لم أتمكن من الشروع في الوضوء فقلت لقد فسد صومي لأن ذلك يعني بأن الشيطان هو ربي -أستغفر الله- وهذا يعد كفراً، وبدأت مرة أخرى أتساءل هل صومي مقبول، هل فسدت نيتي حتى قلت سأستمر في صوم هذا اليوم ثم أعيده، أرجوكم ما هو الحكم الشرعي في حالتي، وهل فسد صومي وعلي أن أقضي هذين اليومين مرة أخرى، مع العلم بأني بسبب الوسواس أجد صعوبة كبيرة في أداء كل العبادات وفي الصوم أيضا فالوساوس لا تتركني أرتاح ولا لحظة واحدة وكثيرا ما أنطق بما لا يرضي ربي عندما أكرر المحاولات لأداء العبادات ولا أستطيع، فهل هذا يبطل صومي ويسبب لي غضب الله وعقابه، مع العلم بأني أحب الله وأخافه وأتوق إلى أن أعبده بالليل والنهار وحاولت بكل ما أستطيع مقاومة الوسواس، لكنني دائما أفشل، وازدادت أحوالي سوءا خاصة أنني أخاف من عقاب الله وغضبه، لكم مني كل الإحترام والتقدير، أجاركم الله من الهم والغم ورزقكم الصبر على من هم في مثل حالي، أعرف بأنني قد أزعجكم برسائلي فمعذرة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.