السؤال
قد أحببت شخصا ورفض أهلي زواجي منه بالرغم من أنه ذو خلق ودين ولكن ذلك لم يغير من حبه في قلبي شيئا وقد قررت الامتناع عن الزواج من شخص آخر لأني أشعر بأني سأظلم من سيكون زوجي كوني لا أحبه بل أحب آخر، علاوة على أنني أرى بزواجي من شخص وأنا أفكر بغيره خيانة لزوجي فما حكم امتناعي عن الزواج في هذه الحالة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن قرار أهلك برفض الشاب صاحب الدين والخلق غير صحيح وسبق بيانه في الفتوى رقم : 9728، وفي المقابل فإن قرارك الامتناع عن الزواج قرار غير صحيح ، فإن الزواج سنة الله في الحياة، ويكون واجباً إذا خاف المسلم على نفسه أن يقع في محظور ، فينبغي لك المحاولة وعدم اليأس من موافقة أهلك على ذلك الشاب الذي ترضينه ، فإن تعذرت موافقتهم ويئست منها فاعلمي أن الرجال كثير وما أحببت في ذلك الرجل من الصفات ففي غيره مثلها وربما خير منها ، ثم اعلمي أن الله سبحانه هو العالم بما يصلح للعبد فثقي به سبحانه وارضي بما قدر ، فربما كان الخير فيما تكرهين وكان الشر فيما تحبين قال تعالى : وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216 }
فينبغي لك الرجوع عن هذا القرار ومحاولة نسيان الشاب ، والنظر إلى المستقبل ودعاء الله عزوجل أن يرزقك الزوج الصالح .
وأما شعورك بأنك ستظلمين زوجك لكونك تحبين غيره ، نقول : إن الأمور القلبية لا يؤاخذ عليها الإنسان ، فإذا اتقيت الله في زوجك وأديت ما يجب له عليك بحسب استطاعتك ، وحفظته في نفسك فلم تتكلمي ولم تعملي بما في قلبك من حب ذاك الرجل ، فلا تؤاخذين لمجرد الشعور القلبي والذي هو من حديث النفس الذي عفي عن هذه الأمة ، ولا يعد من الخيانة شريطة عدم الاسترسال في التفكير في ذلك الرجل ، بل كلما خطر على بالك حاولت دفع ذلك الخاطر والانشغال عنه ، مع دعاء الله عز وجل أن يصرف قلبك عنه ويحبب إليك زوجك .
والله أعلم .