السؤال
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده:
حضرت مع الإمام تكبيرة الإحرام لمدة أربعين يوماً متواصلة في صلاة الفجر رجاء الحصول على براءة من النار وبعدها بيومين توفي لي ابن رضيع فحمدت الله واسترجعت إلا أنني في حيرة من أمري، هل هذه المصيبة تدل على قبول من الله، أم أن الله لم يتقبل مني، مع العلم بأني مستمر في المحافظة على حضور صلاة الفجر مع الإمام منذ ذلك الحين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على توفيق الله تعالى وإياك لهذه الطاعة العظيمة، لكن ظاهر الحديث أن البراءة المذكورة، إنما تحصل لمن واظب على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام أربعين يوماً وليس في صلاة الفجر فقط، ففي سنن الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق. وحسنه الشيخ الألباني.
وما يفعله المسلم من الطاعات لله تعالى مقبول -إن شاء الله تعالى- ما دام فاعلها متصفاً بالإيمان بالله تعالى، وكان عمله موافقاً لشرع الله تعالى، ففي تفسير القرطبي عند تفسيره لقول الله تعالى: (إنما يتقبل الله من المتقين): قال ابن عطية: المراد بالتقوى هنا: اتقاء الشرك بإجماع أهل السنة، فمن اتقاه وهو موحد فأعماله التي تصدق فيها نيته مقبولة، وأما المتقي الشرك والمعاصي فله الدرجة العليا من القبول والختم بالرحمة، عُلِمَ ذلك بإخبار الله تعالى لا أن ذلك يجب على الله تعالى عقلا. انتهى.
وما حصل لك من بلاء ليس دليلاً بالضرورة على عدم قبول أعمالك الصالحة، فإن البلاء قد يكون سبباً لمحبة الله تعالى لعبده المسلم، ولأن الصالحين من عباد الله تعالى كالأنبياء وغيرهم يكون البلاء في حقهم أشد من غيرهم، إضافة إلى أن المسلم يبتلى بحسب قوة دينه وضعفه، وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 22830، والفتوى رقم: 52762.
وننبهك إلى ضرورة الصبر والاحتساب في مصيبتك ففي ذلك ثواب عظيم عند الله تعالى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 51892، والفتوى رقم: 14321.
وصلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجل المستطيع على الراجح من أقوال أهل العلم، كما تقدم في الفتوى رقم: 1798.
والله أعلم.