السؤال
هل لكل يوم من العشر الأولى من ذى الحجة فضل خاص؟ فهناك من يقول :إن يوم كذا ولد فيه عيسى عليه السلام، و يوم كذا استجاب الله فيه لدعاء يونس عليه السلام، وهكذا حتى اليوم التاسع وهو يوم وقفة عرفات؛ فهل هذا الكلام صحيح؟
هل لكل يوم من العشر الأولى من ذى الحجة فضل خاص؟ فهناك من يقول :إن يوم كذا ولد فيه عيسى عليه السلام، و يوم كذا استجاب الله فيه لدعاء يونس عليه السلام، وهكذا حتى اليوم التاسع وهو يوم وقفة عرفات؛ فهل هذا الكلام صحيح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت في الأحاديث الصحاح فضل أيام عشر ذي الحجة، وأن العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله منه في غيرهنَّ؛ كما سبق توضيحه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 28832، 13779، 58566. ولذلك يستحب صيام هذه الأيام، أي صيام التسع الأوائل منها لغير الحاج، وأما الحاج فالأفضل له الفطر في يوم عرفة ليتقوى على الدعاء. ولم نطلع على ما يدل على أن لكل يوم من هذه الأيام فضلاً خاصًا به دون غيره؛ إلا ما ورد في يوم عرفة فإنه أفضل أيام السنة على الإطلاق، وصيامه يكفر سنتين: السنة التي قبله والسنة التي بعده. لما رواه مسلم عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. قال ابن حجر في الفتح: وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك أن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام، ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك كان أفضل. انتهى.
وكذلك لم نطلع على ما ذكر من أن الله استجاب ليونس في هذه الأيام، ولا أن عيسى ولد فيها. بل إن السيوطي قد ذكر في الدر المنثور أثرًا يتنافى مع ما ذكر من أن عيسى ولد في هذه العشر؛ قال: أخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يوم عاشوراء اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، واليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي، واليوم الذي فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل، واليوم الذي ولد فيه عيسى، صيامه يعدل سنة مبرورة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني