الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توكل المرء على ربه وتفويض الأمر إليه

السؤال

أريد مساعدة في التغلب على طباعي فأنا دائما عصبي المزاج وأريد أن أصبح طيب القلب مع العلم أن الأهل لم يقصروا معي في أي شي في حدود المعقول ولكني قاعد في البيت فهل السبب الوحدة وإني طالب خلصت الجامعة وإني الآن أقوم بالإعداد إلى السفر إلى مصر لإكمال دراسة الماجستير فأرجو أن تساعدوني في كيفية المحافظة على النفس من الخطايا في الغربة وإني أعرف أني إذا لم أطع والدي فلن يوفقني الله وخاصة من ناحية المعاصي فأرجو أن تدلوني وتبصروني على الطريق الصحيح في الغربة وكيف الإنسان يجعل قلبه طيبا ومحبا وأنا ساكن في بغداد والعلماء هنا منشغلون في أمور السياسة ولا أعرف أحدا ألتجئ إليه وأكون شاكراً جدا لكم وأني أعاني من عدم الثقة في النفس فلم يبق على سفري إن شاء الله سوى شهر ولكني أعاني من أرق في الليل وصعوبة في النوم في الخوف من الفشل أريد وسيلة في المحافظة على نفسي وعمري الآن هو 23 سنة وغير متزوج وأخاف من الغربة ومن مغرياتها فدائما أفكر هل أني سوف أصبر وأبتعد عن المعاصي وخائف من هذا الشيء إذا عملته فإن الله لن يوفقني لأني عصيت الله وعصيت والدي أرجو المساعدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من سنة الله تعالى في هذا الكون أن ربط بين المسببات وأسبابها فما تشعر به من ضيق في الصدر وعصبية في المزاج لا بد له من سبب فينبغي أن تجتهد في شغل هذا الفراغ بالسعي فيما ينفعك في أمر دينك ودنياك.

وإن جماع الخير في الإيمان والطاعة وحسن الخلق فبهما تتحقق سعادة الدنيا والآخرة، وراجع لمزيد الفائدة بهذا الخصوص الفتاوى بالأرقام:29172، 28002،3093، 42432.

واعلم أن من شأن المؤمن الشجاعة والثقة بالله تعالى، فنوصيك بالإقدام إلى ما فيه الخير من سفر ودراسة وغيرها وتوكل على الله سبحانه وفوض الأمر إليه. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وينبغي أن تحرص على مصاحبة أهل الخير وحضور مجالس العلم، وأن تحذر مصاحبة الفساق وتجتنب مجالس السوء. وهذا البلد الذي تريد القدوم إليه للدراسة فيه كثير من أهل العلم وفضلاء الناس، فإن صدقت الله تعالى صدقك ويسر لك سبل الاستفادة والثبات على الحق. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ {التوبة: 119}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني