السؤال
سيدي الشيخ : أنا مسيحي وقد هداني الله إلى طريق الحق( طريق الاسلام ) إلا أني لا أستطيع إعلان إسلامي والقيام بالعبادات المفروضة بسبب محيطي الاجتماعي فهل يمكنني السفر إلى بلد آخر مثل السعودية لإعلان إسلامي ومن ثم أعود إلى بلدي، هل هناك جهات تقدم المساعدة في ذلك، وما هي هذه المساعدة؟ أرجو منكم التكرم بالإجابة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحمداً لله تعالى أن هداك للإسلام ، ونسأله سبحانه أن يعيننا وإياك على الثبات على الإسلام حتى نلقاه .
واعلم أن الدخول في الإسلام يتحقق بنطق المرء بالشهادتين ، ولا يشترط لصحة الإسلام إعلان ذلك على الملأ أو أمام قاض ونحوه ، فالذي نوصيك به أولاً : هو المبادرة إلى النطق بالشهادتين ـ إن لم تكن قد فعلت ـ ، ثم إن الإسلام بقتضي الالتزام بشعائر الدين الظاهرة كالصلاة والصيام ونحوهما ، ولا بأس إن خشيت الضرر أن تكتم إيمانك وتخفي العمل بهذه الشعائر لا أن تتركها بالكلية ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين أسلم : اكتم هذا الأمر . رواه البخاري
ولو قدر أن تم الاطلاع على أمرك من قبل أهلك أو غيرهم وتعرضت لشيء من الأذى فلتصبر ولتحتسب الأجر عند الله ، ولك أسوة حسنة في الأنبياء عليهم السلام ، فقد أوذوا فصبروا ، قال تعالى : وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا {الأنعام: 34 } وكذا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد كان المشركون يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربما وضعوا القذر على ظهره وهو ساجد عند الكعبة ، وروى البخاري عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما اشتد عليهم الأذى : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه .
ونوصيك بالتعرف على إخوانك المسلمين في بلدك وحضور الندوات والمحاضرات التي تعقد في المراكز الإسلامية ونحوها ، فإن طلب العلم والصلة بالإخوان من خير ما يعين المرء في دينه .
وأما السفر إلى بلد مسلم تستطيع فيه عبادة ربك دون خوف أو وجل ، فأمر واجب عليك شرعاً ما دمت لا تستطيع القيام بشعائر دينك في بلدك، فاجتهد في البحث عن سبيل لذلك ، واستشر في هذا الأمر إخوانك المسلمين الموجودين في بلدك .
والله أعلم .