السؤال
أود أن أستفسر عن موضوع بخصوص عقوق الوالدين...
فأنا أعاني من معاملة أهلي السيئة نتيجة التفريق في المعاملة بيني و بين أخي الذي يصغرني فقط لكونه الذكر....و عندما أجلس معهم لنتكلم ونتناقش في أي موضوع ثم نختلف في الرأي أسمع منهم ما لا أطيق من كلمات جارحة, وعلى الرغم من أنها ليست بالشتائم الفظيعة لكنها تحطمني نفسيا...و نتيجة ذلك أصبحت أتجنب التواجد في مجلسهم وأفضل العزلة في غرفتي...وفي مرة لامني أبي على تلك العزلة.. وهو لا يدري أنه السبب فيها...
ولكن إذا ناداني أحدهم أجبه وأنفذ له ما يريد.. و في الحقيقة أنا أجد الراحة النفسية في وجودي بمفردي حتى أتجنب سماع ما يضايقني, كما أني لا أطيق الجلوس معهم و بذلك أكون قد كلفت نفسي ما لا طاقة لها به...
فهل هذا يعتبر عقوقا؟؟؟؟
أرجو إفادتي حيث إني أخشى غضب الله علي ولكن الله لا يرضيه هذا الظلم,أليس كذلك؟؟
لي عندكم رجاء صغير و لكنه ضروري جدا بالنسبة لي وهو أن تدعو الله لي أن يرزقني الزوج الصالح الذي يعوضني خيرا عما أنا فيه.. حيث إنني أشعر بالغربة وسط أهلي..
عذرا للإطالة.
و جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للوالدين أن لا يشعرا أولادهما بالمفاضلة في المعاملة، وأن يعلما أولادهما الرفق والأدب في الكلام والخطاب، وذلك جزء من الواجب عليهما تجاه أبنائهما.
ولا يجوز للأولاد أن يقابلوا جفاء الوالدين في المعاملة بجفاء أو قسوة أو إعراض، أو ما يشعر الوالدين بالمهانة.
وأما غيابك عن مجالسهم فإن كان ذلك يغضبهم ويؤذيهم فلا يجوز لك ذلك، وإن كان لا يغضبهم فلا حرج عليك في تجنبها مع إجابتهما إذا طلباك والتودد لهما، وتذكري أيتها الأخت الكريمة أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وأن الأب أوسط أبواب الجنة، ففي سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
وفي الترمذي أيضا من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.
وعن معاوية بن جاهمة أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؟ فقال: هل لك أم؟ " قال: نعم. قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وغيره، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
ونسأل الله تعالى أن يمن عليك بالزوج الصالح .
والله أعلم.