السؤال
أريد الحل في هذه المشكلة حسب الشرع الإسلامي : لقد قامت عشيرة كاملة بالتآمر لقتل رجل مسلم وقتلوه بدم بارد غدرا بعد أدائه لصلاه الظهر في المسجد وبعد وفاته لم يكتفوا بذلك وأكمنوا في بيوتهم وعند سماع أهل القتيل للخبر هاجوا وماجوا فقام المكمنون القتلة بقتل رجل آخر من عائلة القتيل بطلق واحد قاتل في الصدر قنصا، القتلة الآن أحرار والسلطة الفلسطينية لم تقم باعتقالهم ومحاكمتهم والآن الوضع خطير جدا أفتوني برأي الشرع بكيفية التصرف ؟
وجزاكم الله خيرا ، للضرورة إرسال الإجابة بالسرعة القصوى.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولاً أن ننبهك إلى أن روح المؤمن عظيمة عند الله، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا {النساء: 93 } وثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء . وروى أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزال المؤمن معنقا ـ ومعنى معنقا : خفيف الظهر سريع السير ـ صالحا ما لم يصب دما حراما، فإذا أصاب دما حراما بلح- أي أعيا وانقطع . وروى ابن ماجه عن البراء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق . فعلى من ارتكبوا ما ذكرته من البغي أن يتوبوا إلى الله قبل أن تفوت الفرصة .
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك فإن المتمالئين على القتل يقتلون جميعا إذا لم يعف عنهم أولياء الدم أو يرضوا بالدية منهم ، فقد روى مالك في الموطأ أن عمر رضي الله عنه قال في رجل تمالأ عليه جماعة من أهل اليمن : لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا .
وهذا ما درج عليه الشيخ خليل في المختصر حيث قال : ويقتل الجمع بواحد والمتمالئون؛ وإن بسوط سوط ، والمتسبب مع المباشر .
ولكن شريعة الإسلام السمحة الغراء لم تجعل للإنسان أن يقتص لنفسه ، لما يترتب على ذلك من الفساد ، وإنما جعلت القصاص والحدود والتعازير للسلطة الحاكمة ، وكنا قد بينا هذا الحكم من قبل فلك أن تراجع فيه فتوانا رقم : 13598 .
والله أعلم .