السؤال
لي أخ تزوج من ابنة خالي وبعد الزواج بدأت تحدث مشاكل في البيت , الآن هو لا يكلم أحدا من أفراد العائلة من أخواته وإخوانه وحتى أبناؤهم، ووصلت به الوقاحة إلى سب الله عز وجل والتجاوز على أمه وأخواته بالكلام البذيء والصياح، حاولت أن أصالحه في العيد السابق ولكنه ما لبث أن عاد إلى أسوأ مما كان عليه , علما أن أبي وأمي غير راضيين عليه حتى اعتبرته أمي كأنه ميت وغير موجود , لقد سمعت حديثا أن الأخوين المتخاصمين لا ترفع صلاتهما، فهل صلاتي غير مقبولة، وما الذي أفعله معه وقد سد جميع الطرق وكلما أردت أن أصالحه أرى معاملته السيئة لأمي وأبي وإهانته لهما فيجزع منه قلبي ولا أتقبل النظر إليه. وفي مرات كنت أسلم عليه ولكن يمر هو ولا يسلم عليّ وكذلك مع أخي, وهل يمكن أن يكون مسحورا , لأنه منقاد تماما لزوجته, علما أن زوجة خالي قد فعلت نفس الشيء مع خالي وقد فرقت بينه وبين أخواته وأخيه.
جزاكم الله عنا خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي -بارك الله فيك- أنك مأجور على ما فعلت مع أخيك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا قال له الرجل: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله ، والمل: الرماد الحار.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
ولا إثم عليك في عدم صلة أخيك إن كان الحال كما ذكرتَ، ولكن قم بواجب النصيحة والتذكير، وبين له خطر ما وقع فيه من سب الله تعالى، فإن سب الله تعالى من نواقض الإيمان، وانظر الفتوى رقم: 71499، وبين له خطر عقوق الوالدين وأنه قد تصيبه دعوتهما، فيشقى بها في الدنيا والآخرة ، ويمكنك الاستفادة من الفتوى رقم: 11287، والفتوى رقم: 11649، والفتوى رقم: 73417.
وأما هل هو مسحور أم لا ؟ فالله أعلم ، ولكن إذا ظهرت عليه علامات السحر وستجدها في الجواب رقم:13199، والجواب رقم: 28390، فإن لك أن ترشده إلى علاج ذلك، ولا يجوز لك اتهام زوجته ولا أمها بذلك دون أن يكون عندك دليل واضح فإن ذلك أمر كبير جدا.
والله أعلم