الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل الغلو في شراء أثاث المنزل لبداية الزواج يعد من : إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ؟ علما بأن ثمن الأثاث هو 40 ألف جنيه وأن صاحب الأثاث اختاره ليتفاخر به أمام كل من يدخل شقته ليبارك له في الأسبوع الأول من الزواج ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذم الله عز وجل الإسراف والتبذير في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ونهى عنهما فقال تعالى : وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ {الاسراء: 26 ـ 27 } وقال تعالى : وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {الاسراء: 31 }، وأمر بالاعتدال في النفقة والزينة وفي كل شيء، فقال تعالى : وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا {الاسراء: 29 } وقال تعالى : وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا {الفرقان: 67 }، ولذلك ينبغي للمسلم التوسط في الأمور كلها بما في ذلك أثاث البيت ، ولا يمكن لنا أن نحكم على شخص بالإسراف أو التبذير دون معرفة حاله لأن الحكم على ذلك يختلف باختلاف الناس ويسرهم وفقرهم ، فما يكون إسرافا أو تبذيرا في حق شخص قد لا يكون إسرافا في حق آخر يختلف عنه ، وإذا كان القصد هو التفاخر والمباهاة فهذا مذموم على كل حال ولو كان صاحبه ميسور الحال ، وللمزيد من التفصيل والفائدة عن هذا الموضوع نرجو الاطلاع على الفتويين : 31084 ، 64813 ، وما أحيل عليه فيهما .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني