الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نشوز الزوجة وعدم استقامتها على الشرع

السؤال

زوجتي خرجت من المنزل غاضبة إلى بيت أبيها دون إذني وتمت مراضاتها وإعادتها وحاولت ذلك مرات كثيرة وفي كل مرة أبادر بالصلح وإعادتها عن طلبها الطلاق وأقول لها لماذا ينهد بيت مسلم لأسباب هينة وعرش الرحمن يهتز لذلك وسبب غضبها أنها تريد الاستمرار في الدراسات العليا وتطلب أن أتركها تعمل على الرغم من عدم حاجتنا لذلك وأطالبها بلبس العباءة الفضفاضة عند الخروج والاستيقاظ مبكرا فهي لا تستيقظ قبل الساعة 12 ظهرا وتعاملني بعناد شديد ولا يجوز لي أن أوجهها أو أقول رأيي في لبسها وسريعة الغضب والخصام وشديدة الخوف مني وتسيء النية بي دائما وتعتبر مكوثها بالمنزل وحدها حبسا لها على الرغم من عدم مرور سنة من الزواج وترفض الإنجاب بعد موت ابنتنا بساعات من ولادتها وتحملني مسؤولية موتها لأني أحضرت لها دكتورة للولادة وهي ترغب فى دكتور وتدعي قيام الدكتورة بتوليدها طبيعيا وليس قيصريا بخلا مني لتوفير النفقات وعند خروجنا لزيارة والدها رفضت خروجها بعباءة مجسمة وعليها طرحة قصيرة وما كان منها إلا أن رفضت النزول إلا بهذه العباءة ثم قالت سأخرج هذه الملابس لأخواتي بأسلوب مهين لي وبمعاتبتها عن أسلوب حديثها وإخبارها بموافقتي على لبس العباءة التي لا أرغبها لإرضائها قالت لا أنا اتخذت قرارا وتركت المنزل رغم عدم موافقتي وتطالبني بالطلاق وتمكث الآن أكثر من أسبوعين دون تدخل من والديها وأخواتها الإناث والرجال على الرغم أن والدها عالم دين فاضل ولكن مشغول بالعمل بحي جامعات الدول العربية ماذا أفعل هل ليس للرجل رأي في ملابس زوجته وعملها وهل كما تقول ليس واجبا على الزوجة إحضار الطعام له ونظافة المنزل وتهيئة الجو المناسب حتى يستريح الزوج وينتج أكثر في عمله ملحوظة زوجتي العزيزة خرجت من المنزل وأنا مصاب بالقولون العصبي بسببها وعلمت بإصابتي بدور برد شديد يلزمني الفراش مع ارتفاع في الحرارة دون جدوى برجاء التكرم بسرعة الرد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على الزوجة طاعة زوجها والإحسان إليه، ويحرم عليها أن تخرج من بيته إلا بإذنه، والذي أمرها بذلك هو الله عز وجل الذي خلقها ورزقها، فكيف تعصي المسلمة ربها وتفسد بيتها طاعة لهواها، ويجب على المرأة أن تلبس اللباس الساتر الذي لا يكون فيه فتنة وإثارة للفاحشة، ويجب على أهلها أن يأمروها بالمعروف وأن يكونوا عونا لها على الخير، ولا يجوز لها أن تمتنع عن الإنجاب مع أمر زوجها لها بذلك إلا إذا ترتب على الحمل ضرر لا يحتمل، ولا شك أن الرجل مسؤول عن زوجته وهو راع لها ومسؤول عن التفريط في ذلك لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .

وأما بشأن مسألة خدمة الزوجة لزوجها في إعداد الطعام وغسل ملابسه ونحو ذلك ففيه خلاف بين أهل العلم سبق ذكره في الفتوى رقم :43711 ، والفتوى رقم : 14896 .

وننصحك يا أخي بأن يكون لك شخصيتك وكلمتك في البيت، فإن استقامت المرأة على الشرع والخلق والعفة فالحمد لله وإلا فهي ناشز لا تستحق نفقة ولا سكنى، واسلك معها سبل العلاج الشرعي مع الناشز وهي : الوعظ ، ثم الهجر ، ثم الضرب غير المبرح ، قال الله تعالى : وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء: 34 } وانظر الفتوى رقم : 57955 ، فإن استقامت وإلا فالنساء غيرها كثير .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني