السؤال
أنا متزوجة وزوجي رجل صالح والحمد لله ومسالم، والمشكلة هي أنه يوم زفافنا تزوج هو وأخوه في يوم واحد وقام بتصوير أيام الفرح كلها بكميرة الفيديو وقال لي إن الكميره تخصه وبعد الفرح تفاجأت بأن شريط الفرح مشترك بينه وبين أخيه والآن شريط الفرح عند أخيه ولم أره منذ 5 سنوات وضميري يؤنبني لأن أخاه يتفرج على الشريط وأنا بكامل زينتي مع العلم أني لا أظهر أمامه متبرجة، وطلبت من زوجي في تلك الفترة أن يتصرف في ذلك الشريط بأي حل ولكنه لم يعر اهتماما لذلك الموضوع ونسي أمره، وهو يرى أنه لا فرق بينه وبين أخيه وأنه موضوع تافه سيفتح باب المشاكل بينهم ، وأنا لم أفاتحه في الموضوع منذ زمن طويل - فما هي الوسيلة والحل في نظركم وهل علي إثم في ذلك -وكذلك الصور الفوتوغرافيه أنا وزوجة أخيه مقسمة بيننا- وأخته متزوجة أيضا أخذت مجموعة من صور الفرح ولم ترجعها إلي، وإذا طلبتها منها سنفتح بابا للحساسية والمشاكل، وأنا أخاف من ذلك مع العلم أن علاقتي بأهله جيدة، أرجو منكم الإجابة السريعة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن تصوير العروسين من المسائل التي عمت بها البلوى وعظمت بها الفتنة، وربما جرت إلى كثير من الويلات، فحري بالمسلم أن يحرص على اجتناب ذلك أصلا من البداية لتسلم له العاقبة والنهاية. فالواجب أولا التوبة مما قد صار وبدر وعدم العودة إلى ذلك في مستقبل العمر.
وأما معالجة ما مضى فتحتاج إلى كثير من الصبر والحكمة والاستعانة بالله تعالى أولا ليوفق إلى أقوم السبل فهو خير معين، ثم الاستعانة بمن يرجى أن ينفع نصحه ليقوم بذلك برفق ولين، فيذكر من عنده شيء من هذه الصور بأن يقوم بإتلافها، ويبين له أن التساهل في ذلك لا يجوز بحال لأنه ليس بأمر تافه كما قد قيل، ومن سعى في سبيل إنكار هذا المنكر وبذل جهده في ذلك فقد أدى الذي عليه ولا يلحقه به إثم
ونوصيك بأن تجتهدي في بث الغيرة في نفس زوجك وأن تذكريه بأنها من صفات المؤمن. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه. وإن هذه الغيرة تمنع الرجل من أن يقر ما فيه هتك عرضه.
والله أعلم.