السؤال
أنا فتاة لم أتزوج ويتيمة الأب والأم وأعيش 2من الأولاد فى نفس البيت وهم متزوجون وزوجة أحدهم تعاملنا معاملة سيئة جدا بدون مبرر ورغم هذا سامحتها كثيرا لله أولا ثم أخى رغم أنه كان يسمع الإهانات وكان يبرر هذا بأنها غلبانة لا تقصد مع العلم أنها قالت لي أنا أقصد فقررت أن أبعد عنها وأرمي عليها السلام فهل هذا حرام ورمضان قريب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لزوجة أخيك أن تهينك وتتطاول عليك بلسانها، وإن فعلت فلك الرد عليها بالمثل، ولك أن تصفحي عنها وتسامحيها، والعفو أولى؛ كما أخبر المولى في قوله: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشُّورى:40} وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ {النحل:126}
ولا ينبغي لأخيك أن يعينها على الإساءة إليك، بل يمنعها من الظلم ويزجرها عن التطاول وبذاءة اللسان وحتى لو كان يراها لا تقصد الإساءة بما تقول.
ولكن إذا استطعت أيتها الأخت الكريمة أن تصبري على أذى تلك المرأة والتغاضي عما يصدر منها تجاهك فهو خير وأولى، وسيثيبك الله عليه مغفرة وأجرا عظيما، كما أنه أحفظ لاستقرار البيت وبقاء الألفة والمودة داخله، ثم إنها لن تلبث وهي ترى منك الصفح والرد على إساءتها بالجميل أن تعتذر وتغير من أسلوبها معك؛ كما قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصِّلت:34}
وإذا اخترت الإعراض عنها والاكتفاء بمجرد إلقاء السلام عليها فلا حرج عليك في ذلك لعدم تحقق الهجران الممنوع شرعا، ولكن الأولى والذي ننصحك به ما ذكرناه سابقا
وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 62469، 46985، 7119.
والله أعلم.