الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يدخل في باب البر بالوالدين إخبارهما بكل أمر

السؤال

أرجو مساعدتي قدر الإمكان جزاكم الله خير الجزاء.أنا شاب مهندس عمري 25 سنة من عائلة محترمة أصيلة ومعروفة تقدمت لخطبة بنت وهي مهندسة معي أيضا وذات صفات حميدة ومن عائلة محترمة ومعروفة ويوجد توافق بيننا بصورة رائعة وجرى كل شيء على ما يرام ونحن الآن مخطوبان والحمد لله, البنت يتيمة الأب منذ العاشرة من عمرها وهي والحمد لله متدينة وذات خلق عال جدا والجميع يمتدحها, بعد خطبتنا سرتني البنت بخصوص والدها الذي توفي, شرحت لي قصة موته وهي تبكي بحرقة لأن والدها قتل بيد قاتل, وبعد أن حاولت والدتها معرفة ملابسات القضية تم استدعاؤها إلى جهة أمنية وإبلاغها بأشياء تطعن بعرض المرحوم وهذه الأشياء ملفقة طبعا وقد تم فعل ذلك من باب اسكاتهم وإلقاء التهمة ضد مجهول, فما كان من الأم إلا السكوت والاحتساب بالله لأن المرحوم كان يعمل في أحد أجهزة الدولة الحساسة وهو طبيب ولما خرج عن طوعهم قاموا بقتله ولم يكتفوا بل طعنوا بعرضه والعياذ بالله. وقد أخبرت الأم بنتها من باب الاحتياط ليس إلا لكي تكون حذرة والموضوع قد مضى عليه أكثر من 15 سنه وهو الآن طي النسيان.سؤالي هو : هل علي أن أخبر أهلي أو على الأقل والدي بهذه المعلومات من باب بر الوالدين أم أن علي السكوت لأني أشعر بتأنيب الضمير بصورة شديدة وأنا حائر جدا لا أعرف ماذا علي أن أفعل لأني أنا والبنت لا نرغب بابلاغهم كي لاتتشوه سمعة البنت أمام أهلي بشيء غير موجود حقيقة وكي لا تظلم مرة أخرى بهذا الشيء, ولكن هل الإخفاء إجراء صحيح؟ خصوصا وأنا لا أريد أن أبني بيتي على خطأ أو أن أعق والدي بهذا التصرف, ولا أريد خسارة هذه البنت. أرجو مساعدتي رجاء وعذرا على الإطالة ؟
وجزاكم الله خير جزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن هذه البنت ما زالت أجنبية عنك، وإنما أبيح لك النظر إليها للحاجة لكي ترى منها ما يدعوك إلى الزواج بها. وما دمت قد رضيت بها وخطبتها فعليك أن تكف عن أي اتصال بها حتى يتم إبرام عقد الزواج بينكما. ولا حاجة ولا مسوغ للقصص والأحاديث التي يبدو أنها وقعت بينكما في خلوة.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فليس من البر بالوالدين أن يقص عليهما الولد كل ما أُخبر به.

فلا داعي –إذاً- لإخبارك أبويك بهذا الخبر الذي يبدو أن إفشاءه قد يترتب عليه بعض الضرر أو تشويه السمعة ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني