السؤال
تعرفت على شاب في الغربة , وأعلم أنه لا يصلي لأني سكنت معه فترة من الزمن( رغم ادعائه بأنه يصلي) , وأعلم عنه عدم التزامه حيث إنه يستضيف الأجنبيات في غرفته ويخلو بهن , كما أني قد علمت أنه يرتكب الفاحشة (الزنا) وذلك من خلال تبريره بأنها علاقة (بوي فريند - كيرل فريند) أمام الأجانب , لكنه لا يقر بذلك أمامي .
وادعى هذا الشاب أنه تاب من جلب الفتيات إلى بيته منذ فترة وأنا أعلم يقينا بأنه يكذب.
إذا عاد هذا الشاب إلى بلده المسلم, وتقدم لخطبة فتاة مدعيا أنه مستقيم ومحافظ على صلاته. وقام أهل هذه الفتاة بسؤالي عن هذا الشاب .....
السؤال : بماذا أجيب أهل هذه الفتاة, وهل أتجاهل ما كان يفعله في بلاد الغربة (بلاد كفر اجتمعنا فيها بحكم الدراسة .... ولا حول ولا قوة إلا بالله) , أم ألمح لهم بأنه غير مناسب , أم أجيبهم صراحة بما أعرفه عن هذا الشاب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب عليك يا أخي الكريم إن استشرت في هذا الرجل أن تذكره بما فيه من العيوب لأنك مؤتمن، وترك بيان حقيقته غش نهانا الله عنه.
وفي صحيح مسلم وغيره من حديث فاطمة بنت قيس وفيه أنها ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم بن هشام تقدما لخطبتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ...
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: في هذا الحديث فوائد منها جواز وصف الإنسان بعيب فيه للتعريف أو مصلحة تترتب عليه، لا على قصد التنقيص، وهذا أحد وجوه الغيبة المباحة وهي ستة مواضع يباح فيها ذكر الإنسان بعيبه ونقصه وما يكرهه، وقد بينتها بدلائلها واضحةً في آخر كتاب الأذكار الذي لا يستغني متدين عن مثله.اهـ
وقال الإمام النووي في موطن آخر: وفيه دليل على جواز ذكر الإنسان بما فيه عند المشاورة وطلب النصيحة ولا يكون هذا من الغيبة المحرمة بل من النصيحة الواجبة.اهـ
بل نص جمع من الأئمة منهم ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله في تحفة المحتاج على أنه يجب على المسلم أن يبين وينصح ولو لم يستنصح فقال : (ومن استشير في خاطب)... أو لم يستشر ... (ذكر) وجوبا ... (مساوئه) الشرعية وكذا العرفية فيما يظهر أخذا من الخبر الآتي [وأما معاوية فصعلوك لا مال له] ... الخ
ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم 57460.
والله أعلم