السؤال
ماحكم زوجة مسلم تعمل خادمة عند كافر مع العلم أن الزوج قادر هل يعتبر طلب الطلاق في الدعاء قطيعة رحم ؟
ماحكم زوجة مسلم تعمل خادمة عند كافر مع العلم أن الزوج قادر هل يعتبر طلب الطلاق في الدعاء قطيعة رحم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نص الفقهاء على جواز عمل المسلم لدى الكافر ما لم يكن في أمر محرم أو يكن مما فيه إذلال له كعمل الخدمة بالمنزل ففي كشاف القناع : وكذا تجوز إجارة المسلم الذمي لعمل غير خدمة مدة معلومة بأن يستأجر ليستقي أو يعصر له أياما معلومة لأنه عقد معاوضة لا يتضمن إذلال المسلم ولا استخدامه أشبه مبايعته . اهـ .
وفي سنن ابن ماجة أن عليا رضي الله عنه أجر نفسه ليهودي يسقي له كل دلو بتمرة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فلم ينكره ، وعن رجل من الأنصار أنه قال لليهودي أسقي نخلك ؟ قال نعم : كل دلو بتمرة ـ واشترط الأنصاري أن لا يأخذها خدرة ) غير ناضجة ) ولا تارزة ( يابسة ) ولا حشفة ( نوع من التمر سيء ) ولا يأخذ إلا جلدة فاستقى بنحو صاعين وجاء بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
فإذا كانت الخدمة المذكورة في السؤال هي خدمة المنزل أو كانت في أمر محرم فلا يجوز لها ذلك لما فيه من إذلالها، ولا ضرورة تدعوها إلى ذلك لغنى زوجها ووجوب نفقتها عليه ، وأما إن كانت في أمر مباح وليس فيها إذلال وانضبطت بالضوابط الشرعية المبينة في الفتوى رقم : 522 ، فلا حرج فيها إن شاء الله، وإن كان الأولى عدمها لعدم الحاجة إليها، ولأن استقرار المرأة في بيتها ورعايتها لشؤون زوجها وأولادها أولى ، مالم تدعها ضرورة إلى خروجها للعمل أو غيره .
وأما سؤالك هل طلب الطلاق في الدعاء من الإثم أو قطيعة الرحم المانع من الإجابة لما في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله وما الاستعجال ؟ قال : يقول : قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر ويدع الدعاء . فإن كان سؤال الطلاق لسبب كظلم الزوج ومن ذلك امتناعه عن النفقة الواجبة عليه أو بغضه لدمامته أو سوء خلقه ونحو ذلك فلا حرج فيه وليس من الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم ، وإن كان الأولى للمرأة أن تستخير قبل ذلك وتكل الخيرة في دعائها إلى ربها لقوله تعالى : وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216 } فالمرء لا يدري خيره من شره فليكل أمره إلى خالقه : أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {الملك: 14 } وللفائدة انظري الفتويين : 2395 ، 11571 .
والله أعلم .
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني