السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين
ما حكم الدين في من يمارسون النفاق في العمل للمسؤول ويتبعه في خير وشر ودائماً يخوض مع الخائضين باتباعهم أسلوب نشر السوء وتشويه سمعة الطيبين من الخلق دون أن يعلم أن هناك مكائد تدبر له وماذا يفعل إذا اشتد عليه الحصار من قبل المنافقين ويشعر بالوحدة أحياناً وبالعزلة أحياناً أخرى، كل هذا لأنه في حاله ولا يخوض معهم ويتمتع بالكفاءة وليس الولاء كما يريدون هو رجل صاحب بيت وأولاد ونحسبه مؤمن هل يقطع رزقه بيده وهذا ما يريدونه أم يصبر ويفوض أمره إلى الله، وللعلم هذه هي طريقتهم إن أرادت مسؤولتهم التي توجههم لذلك قطع رزق أحدكم من أناس تركوا العمل بهذه الطريقة المجرمة وللأسف تضم معهم في هذه الجريمة مسؤولتي، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن أولئك الذين قلت إنهم يخوضون مع الخائضين ويتبعون أسلوب نشر السوء وتشويه سمعة الطيبين من الخلق إنما حملهم على ذلك الحسد، والحسد خلق سيء يلجأ إليه بعض الناس للرغبة من التفوق على الآخرين في المال والمناصب وغيرهما، فلا يرضون بقسمة الله تعالى، ولا يعرفون طريقاً لتحقيق تلك الرغبة إلا بحسد الآخرين على ما أعطاهم الله، والتسخط على قسمته لهم، فتحترق قلوبهم كمداً وتتراكم عليهم الآثام والأوزار ولن يجلبوا لأنفسهم إلا ما كتبه الله لهم.
والحسد نار تأكل قلب الحاسد، وهو دليل على ضعف النفس وقلة الحيلة، وهو مما يحط من منزلة المرء بين الناس، وكما قيل: الحسود لا يسود.
فننصح هذا الذي وصفته بأنه لا يخوض مع أولئك فيما يخوضون فيه، وأنه يتمتع بالكفاءة إلى غير ذلك مما ذكرته من صفته... ننصحه بإتقان عمله وأدائه على أكمل وجه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
كما ننصحه بالإخلاص لله تعالى وابتغاء مرضاته دون من سواه، ففي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس. ونسأل الله له الثبات والنصر على الأعداء والسلامة من كيدهم.
والله أعلم.