السؤال
أنا إنسان عادي لست متدينا أي لست حريصا على النوافل والسنن وأقترف أحيانا ذنوبا صغيرة أدعو الله أن يغفرها لي ولكن أشعر دائما بزهد أراه أحيانا ويراه بعض الناس عدم طموح فمثلا رزقني الله بطفل وطفلة وعندي من المال لآكل وأشرب أن أعيش حياتي اليومية بما يكفيني والحمد الله وقد أساعد الآخرين، وإذا قالت لي زوجتي مثلا إنها تحلم بأن يكون لدينا فيلا ومزرعة أقول لها إن هذا طمع علما بأنها لا تطالبني بأكثر من وسعنا ولكن مجرد أمنيات أو عندما قال لي صديق إنه ذهب ليحج ولم يكن معه مال يكفيه لما بعد الحج فطلب من الله أن يرزقه مالا لأنه آثر أن يحج وبالفعل رزق بالمال الوفير قلت له لماذا لم تطلب الآخرة مع الدنيا وطلبت الدنيا فحسب؟ وأتذكر الحديث القدسي الخاص بركض الوحش في البرية، وليس عندي سيارة ولا أتمنى ذلك برغم أنني قد أحتاج إليها أحيانا. وكل أملي في الدنيا هو ستر الله علي وأن يغنيني عن الحاجة للآخرين خاصة أنني أكره الاستعانة بالناس إلا في أضيق الحدود ، ولا أحب أن أجازف بأموالي في تجارة لأنني لست أحسنها ولكن الكثير يحثونني على ذلك ويقولون إن الرزق الوفير فيها. ولا أفكر كثيرا في المستقبل بل أحاول أن أحسن ما أفعله في حاضري وكل ما أرجوه أن يبارك الله في أولادي وألا يحيدوا عن سبيل الله. وعندما أفرح بأمر أو أرزق بمال أقول لنفسي في حينها لا تفرح كثيرا فإن النعمة لا تدوم وأقول اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه. ودائما ما أحسب حسابا للنتائج السلبية قبل الإيجابية في أي فعل أقدم عليه وكثيرا أيضا عندما أرى مصائب الآخرين أخشى أن تحدث لي مثلها وأدعو الله أن يبعدها عني وأقول إذا وقعت لي مثلها فما بيدي حيلة إلا الرضا بما وقع لي ولكن أقول لنفسي أيضا بشروا ولا تنفروا، ولا أثق في أن كل ما أفعله يرضي الله . وهكذا وأشياء كثيرة من هذا القبيل تدور في خلدي. لا أدعي أنني مثالي فأنا كثيرا ما أخطئ وأظل أعاتب نفسي، وأقرض بعض الشعر بيني وبين نفسي وعندما أعيد قراءته أراه متشائما، فهل هذا زهد بالفعل؟ أم سلبية؟ أم سوداوية؟ أم ماذا؟ وما حكم ذلك ؟
أفيدوني أفادكم الله.