السؤال
زوجي محاسب وجاء له تعيين حكومي مأمور ضرائب الملاهي الليلية وأثناء عمله يقابل الراقصات والعاريات ويتعرض للفتنة فهل هذا العمل حلال أم لا؟
زوجي محاسب وجاء له تعيين حكومي مأمور ضرائب الملاهي الليلية وأثناء عمله يقابل الراقصات والعاريات ويتعرض للفتنة فهل هذا العمل حلال أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل أن نجيب الأخت السائلة ينبغي أن نقول كلمة في حكم الترخيص للملاهي الليلية فنقول: لا ريب أن الترخيص من قبل ولي الأمر للملاهي اليلية - التي يحصل فيها اجتماع الرجال بالنساء ورقص النساء وتعريهن إلى آخر ذلك من البلايا التي تحدث في هذه الملاهي - يعد من الإثم البين والوزر العظيم، وكان الواجب عليه أن يمنع ذلك، وأن يعاقب عليه لا أن يرخص له ويأخذ مقابله ضرائب، وهل هذا إلا كآخذ مهر البغي الذي هو من أشنع المكاسب وأرذلها.
جاء في السياسة الشرعية لابن تيمية ما يلي:
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال إن من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره، فكيف بمن منع الحدود بقدرته ويده واعتاض عن المجرمين بسحت من المال يأخذه.. سواء كان المال المأخوذ لبيت المال أو لولي .. فذلك جميعا محرم بإجماع المسلمين وهو مثل تضمين الحانات والخمر، فإن من مكن من ذلك أو أعان أحدا عليه بمال يأخذ منه فهو من جنس واحد، والمال المأخوذ على هذا شبيه ما يؤخذ من مهر البغي وحلوان الكاهن وثمن الكلب وأجرة المتوسط في الحرام الذي يسمى القواد. اهـ
فعلى ولي أمر المسلمين أن يقوم بما أوجبه الله عليه من سياسة الدنيا بالدين، وحفظ أخلاق الناس بإبطال هذه الملاهي، فإن هذا من الواجبات المحتمة على من ولاه الله أمر عباده.
وأما بخصوص وظيفة مأمور ضرائب الملاهي فإنه وظيفة محرمة، والأجرة عليها سحت خبيث لما فيها من إقرار المنكر والرضا به وإعانة أهله عليه، وكذلك لما فيها من التواجد في أماكن الفجور والتعرض للفتنة. فعلى الأخت السائلة نصح زوجها بترك هذه الوظيفة، ولتعلم أنه لا يحل لها تناول المال العائد منها لأنه مال خبيث.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني