السؤال
أنا متزوجة ساكنة في بلد عربي غير بلدي الأصلية وأمي تجلس معي في نفس البيت بناء على رغبتي وزوجي كان عمل إقامة لأمي على شغله والمشكلة أن زوجي يتكلم كثيرا وأوقات يتكلم بكلام غير لائق مع أمي على سبيل المثال بقول لها إنها تعيش أحسن عيشة وإنها لا تفرق معها تأكل إيه وغيره من هذا الكلام الخاص بالعيشة والأكل وأنا أحاول ألفت انتباهه فيقول إنه يمزح ولا يتكلم بجد وهى تتضايق وأنا أحاول أخفف الموضوع حتى لا يتحول الموضوع الى مشكلة بينهما لأن زوجي عصبي وممكن يكبر الموضوع أنا لا أدري ماذا أفعل أنا تعبت وأحاول أصلح الموضوع وزوجي ليس فيه فائدة المشكلة أنى عارفة أنه لا يتكلم بجد ولكن أمي تأخذ الكلام بجدية لأن الكلام مكرر وهى حساسة لهذا الموضوع وخصوصاً هي التي تجلس معي .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الفعل مما ينبغي أن يشكر عليه الزوج ويمدح به، إذ لا يجب عليه إسكان الأم ولا استقدامها على نفقته. ولكن لا ينبغي ان يضيع صنيعه بالمن والأذى كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ {البقرة:264}، وليعلم أن الإحسان إلى أم الزوجة والبر بها من الإحسان إلى الزوجة وإكرامها وحسن عشرتها، وقد بينا فضله ومثوبته في الفتويين: 45589، 6682.
فينبغي أن يكف عما يجرح مشاعر حماته، ويبتعد عما يكدر صفوها ويكسر خاطرها من الأقوال والأفعال، وله المثوبة على ذلك إن قصد به وجه الله. وله الذكر الحسن والثناء الجميل.
وننصحك أيتها السائلة الكريمة ببيان الأمر له بحكمة ولين، وعرض هذه الفتوى عليه، وعدم تعنيفه ومجادلته وإغلاظ القول عليه، إذ يدرك بالرفق ما لا يدرك بالشدة والعنف. وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه. متفق عليه. وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 1032.
والله أعلم.