السؤال
مشكلتي هي.. أنا فتاة جامعية ولكنى أذهب للجامعة وأحتاج فى اليوم الواحد من 10-13 شيكل وعلاقتي مع أبي ليست كأي علاقة فهي تكاد تكون معدومة، أطلب منه نقودا للمواصلات فيعطينى 100 شيكل ولكنها تنفذ فى أسبوعين، ولكن حينها لا أطلب منه مجددا خوفا منه ولي أخ له سوبر ماركت أنشأه له أبي قريب من منزلنا واضطررت فى أيام كثيرة أن آخذ نقوداً منه دون علمه ولا أستطيع أن أطلبه لأنه بخيل وإذا قال له أبي ذات مرة أن يعطيني نقوداً فلا يعطيني وأنا لا أقول لأبي بأنه رفض وآخذ منه دون علمه وأنا أخاف الله وأعتبرها سرقة، فماذا أفعل ولكن أمى تعلم وراضية بذلك، ولكني أنا سوف أعيدها له بطريقة غير مباشرة عندما أتوظف وأملك المال الخاص بي، ولكن أبي لا يعطيني إلا عندما أطلب منه وإذا لم أطلب منه لا يعطيني برغم أنه يعلم أني أذهب إلى الجامعة، وهو بخيل نوعا ما، وأريد منكم أن تفيدوني هل هي سرقة أم ماذا؟ وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي جواب هذا السؤال نقاط ينبغي أن تكون واضحة للسائلة:
النقطة الأولى: أنه لا يستقيم أن تكون العلاقة بينها وبين والدها معدومة كما تقول، بل الواجب أن تقوم على البرّ والإحسان وخفض الجناح من قبل البنت تجاه والدها، وعلى الرعاية وحسن التربية من جانب الأب تجاه ابنته، وإذا كانت البنت ترى أن والدها مقصر معها في نفقاتها الدراسية بالجامعة فإن ذلك لا يكون مسوغاً لكي تقصر هي في حقه والقيام بما يجب عليها تجاهه، قال الله تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.
النقطة الثانية: لا يجوز للبنت أن تأخذ من مال أبيها بدون علمه ولو كان في نيتها أن تسدده بعد تخرجها وعملها، فإن فعلت كان ذلك سرقة واعتداء، والله تعالى يقول: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}، وفي الحديث: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد.
ولا يحل لأمها أن تعينها على ذلك أو أن ترضى بهذا الفعل من ابنتها أو من غيرها، وعلى البنت أن تستسمح من أبيها فيما أخذت حتى الآن، وتكفّ عن الأخذ فيما يستقبل مع وجوب التوبة إلى الله عز وجل.
النقطة الثالثة: إذا كان والدك يأمر أخاك بأن يدفع لك من ماله الذي عنده فيمتنع الأخ فلك أن تأخذي ما أمر لك به والدك بدون علم أخيك، ويتعين عليك إخبار والدك بذلك حتى لا يحسب تلك الأمول على أخيك عند محاسبة والدك له.
والله أعلم.