السؤال
فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى تتلخص الواقعة التي أريد أن أسأل عنها فيما يلي.
أنا طالبة أدرس للحصول على الماجستير بألمانيا. ومنذ قرابة العامين والنصف مرض أخي مرضا مفاجئا. وبدأ رحلة العلاج بالجزائر وفي خلال خمسة أشهر تدهورت حالته إلي أقصي درجة دون أن يخبره الأطباء بحقيقة مرضه وفي هذه المدة كانت شركة التأمين بالجزائر تتحمل نفقة العلاج . وقدر الله وبعد مداولات قررنا أن يحضر هنا للزيارة والعرض على الأطباء. أخي المذكور عليه رحمه الله كان يعمل مديرا في شركة أدوية ووعده مدير الشركة وعدا شفويا بتحمل قيمة فاتورة العلاج في أي مكان بالخارج. وحضر أخي وهو في حالة صحية سيئة وفي نفس يوم حضوره أدخل إلى المستشفى على أساس أن الشركة التي يعمل بها سوف تتحمل قيمة فاتورة العلاج بناء على الوعد الشفوي من المدير وقمت أنا بالتوقيع على أوراق دخوله إلى المستشفى دون أي مسئولية شخصية بتحمل أي تكاليف. وبقي أخي بالمستشفى خمسة أيام وقبضه الله إليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون. وبعد عدة أسابيع طالبتني المستشفى بقيمة الفاتورة التي تبلغ قرابة سبعة عشرة ألف أيرو 17000 وأنا شخصيا لأملك هذا المبلغ.
قامت شركة أدوية ألمانية لها تعاملات مع الشركة التي كان يعمل بها أخي بإرسال 5000 خمسة ألاف أيرو إليٍ. كما قامت شركة أخرى بإرسال 1000 ألف أيرو إلي. وقامت إحدى صديقاتي بإعطائي 1000 إيرو قامت بتجميعهم من صديقاتها في المركز الإسلامي. في حين تنصلت الشركة الأم التي كان يعمل بها أخي ووعده مديرها بتحمل نفقات العلاج من دفع أي قيمة للعلاج. بمعنى أن إجمالي المبلغ الموجود لدي هو سبعة ألاف " 7000 " أيرو.
تقدمت بطعن إلى المستشفى في قيمة العلاج وفي أحقية المستشفى بمطالبتي بالسداد وبأني طالبة ولا أمتلك المبلغ المطلوب وأني لست مسؤولة عن دفع قيمة الفاتورة. فأخبروني بأنهم سوف يدرسون الموقف ويخبروني بالنتيجة. وعاودت الاتصال بهم فأخبروني بضرورة الانتظار والصبر حتى يخبروني بالنتيجة. والسؤال هو
• هل تعتبر قيمة فاتورة العلاج دين واجب السداد ؟ يعذب أخي عليه رحمه الله به.
• في حالة أن قبلت المستشفى الطعن وأعفتني من السداد فماذا أصنع بما لدي من مال لهذا الأمر وهو 7000 سبعة آلاف أيرو.
• في حالة أن رفضت المستشفى الطعن وطلبت مني السداد فهل تقتطع قيمة الفاتورة من تركته وتسدد إلى المستشفى؟ وإن كانت قد قسمت تركته فهل يعاد جمع قيمة الفاتورة بنسب توزيع التركة؟
أفيدوني أفادكم الله فأنا يوميا أرى أخي في الحلم وأخاف أن يعذب بسبب قيمة هذه الفاتورة.
جزآكم الله خيرا وبارك فيكم وتقبل منكم صالح الأعمال وجعل هذا الوقت والجهد في موازين أعمالكم. اللهم أمين.
ملاحظة!!
اسمح لي سيدي أن أوضح بعض النقاط ببعض من التفصيل والتي أعتقد أنها ذات أهمية في الإجابة.
• تقبل المستشفى هنا في ألمانيا أي إنسان في حالة الخطر مع السؤال عمن سيدفع تكاليف العلاج. وكانت الإجابة نحن الأسرة الذين سندفع التكاليف ( من دون أن نوقع على أي أوراق بهذا المعنى وربما هذا هو خطأ المستشفى) وذلك اعتمادا على وعد مدير الشركة التي كان يعمل بها المرحوم. ولكن كان هذا الوعد وعدا شفويا ولذلك لا نستطيع أن نرفع دعوى على الشركة التي كان يعمل بها. ولم يتوقع أحد أنه عليه رحمه الله في مرض موت وموقف مدير الشركة تغير فقط بعد موت أخي عليه رحمة الله. ولذا فأعتقد أن العلاقة التعاقدية هي بيننا نحن أسرة المتوفى وبين المستشفى.
• الطعن المقدم مني إلى إدارة المستشفى يعتمد على أنني لم أوقع علي أي أوراق تلزمني بدفع تكاليف العلاج. وأني طالبة وليس لي مرتب ثابت أستطيع منه أن أدفع منه هذه التكاليف.
• إذا قبل الطعن فهذا يعني أنه لا أحد سوف يدفع إلى المستشفى وستتحمل المستشفى قيمة التكاليف
• هذه التبرعات قسمان الأول من خلال أخي عليه رحمة الله ومديره اللذين اتصلا بهاتين الشركتين واللذين تربطهم بالشركة التي كان يعمل بها أخي علاقات عمل وهذه الأموال مساهمة في العلاج وقال المدير لأبي عندما سأله أن يفي بوعده بسداد قيمة العلاج . لا نستطيع أن ندفع أكثر من ذلك قدموا الطعن ربما يقبل وإن قبل فهذه الستة آلاف أيرو التي أرسلتها الشركتان الألمانيتان مساعدة لابنتكم التي تدرس هناك.
أما القسم الثاني فهو ألف أيرو وهذا هو الذي جمع من المسجد للمساهمة في العلاج ولا يعرف من من. أرى أن نرجعه إلى إدارة المسجد لتتصرف فيه.