الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المؤمن يبصر الرحمة من خلال البلاء

السؤال

زوجي يعاني من تعب دائم وإرهاق وأوجاع في أماكن كثيرة في جسمه وقد أجرى العديد من الفحوصات ولم يتبين فيها أي شيء وهذا أمر دائم منذ عدة أعوام منذ أن تزوجنا (ونحن لم نرزق بالأطفال بالرغم من عدم وجود سبب لعدم الإنجاب لكن نحن والحمد لله متوكلين على الله)، ولا أعلم إن كان هناك شيء ما مثل سحر أو عين أو شيء من هذا القبيل وذلك لأنه تلازمه الأحلام بشكل مستمر أحلام مزعجة أو مرعبة بشكل أصح بالإضافة أنه يحس بشيء يضربه في أماكن عدة في جسده وألم في رأسه كأن هناك شيئا ما يدخل من أذنيه ويخرج منها فيستيقظ فزعاً جداً وتعاوده في أغلب الأحيان أكثر من مرة في نفس الليلة وطبعا يستيقظ في اليوم التالي في تعب جسدي شديد وبنفسية سيئة على الأقل في الصباح حتى تمر ساعات اليوم وينسى ما حدث في الليل وقد زادت هذه الحالة في هذه الأيام وأصبح لا يرغب في الذهاب إلى العمل، حتى مع العلم بأنه دائم الصلاة والدعاء وقراءة القرآن وحفظه أيضا لا أعلم ماذا أفعل، فأنا أنظر إليه ولا أستطيع فعل شيء له ولا أستطيع التحمل وأنا أراه يتعذب، فأرجو أن تفيدوني في إيجاد حل لمشكلتي وإلى من أتوجه، مع العلم بأننا نسكن هنا في قطر فأرجو إعلامي إن كان هناك من يستطيع مساعدتي في هذا فأتوجه إليه بعد أن تفتوني في الأمر إن كان هناك سحر، وهل ممكن علاجه، فقد اطلعت على الفتاوى الموجودة، لكن لم أستطع أن أعلم بالتحديد ما يجب عمله؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين جميعا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما سؤالك إلى من تتوجهين؟ فجوابه أن تتوجهي إلى الله تعالى، فإنه وحده هو الذي بيده الأمر كله، فننصحكم باللجوء إليه، والإلحاح عليه في الدعاء، وقد وعد الله الكريم بإجابة المضطر، فقال: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ {النمل:62}، واعلمي أنه لا يوجد داء إلا وله دواء، قال صلى الله عليه وسلم: إن الله لم ينزل داء أو لم يخلق داء إلا أنزل أو خلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله؛ إلا السام، قالوا: يا رسول الله وما السام؟ قال: الموت. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، ولمسلم عن جابر يرفعه: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل.

واعلمي كذلك أن الله جلت قدرته يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}، وعلى المؤمن أن يصبر ويرضى بأمر الله تعالى، وأن يبصر الرحمة من خلال البلاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه ابن ماجه.

ولا بأس بأن تلجؤوا إلى شخص معروف بالرقية الشرعية إذا كنتم تخشون أن يكون الذي بزوجك سحر، ويوجد في البلد الذي أنتم فيه أشخاص زكتهم وزارة الأوقاف وقبلت رقيتهم. وإن سألتم المشايخ الموجودين في قسم توجيه الأئمة والخطباء التابع لإدارة المساجد دلوكم عليهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني