السؤال
ابنتي تريد العمل وأنا منعتها فخرجت من المنزل هي وأختها والحمد لله رجعتا إلى البيت، فهل أتركها تعمل مع أن العمل فيه اختلاط وهي تتكلم مع الأولاد وأختها أيضا تريد تكملة دراستها وهي أكثر من أختها في الطيش مع الشباب، وهي أيضا هربت عندما أوقفناها عن الدراسة، وللعلم أن الثانوية مختلطة وفيها الفساد، أأتركهما في هذا الاختيار أم أمنعهما وإن هربتا من البيت فأنا حاولت معهما بدون جدوى يقولون عندما يهديهم الله سيفعلون ذلك، مع العلم بأن أباهم هداه الله لا يقوم بأبسط حقوقهن في الأكل والملبس؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيتعين على الأخت السائلة وعلى والدي البنتين أن يمنعا بنتيهما من العمل والدراسة في الأماكن المختلطة لا سيما إذا كان واقع الحال ما ذكر عن البنتين من الطيش والتكلم مع الذكور، وليعلما أنهما مسؤولان أمام الله تعالى عن واجبهما تجاه أولادهما ذكوراً وإناثاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.... والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. رواه البخاري ومسلم.
فامنعاهما من الخروج من المنزل إلى العمل أو الدراسة، وتعاهداهما بالنصح والإرشاد والتذكير بما أوجبه الله على المرأة من الحجاب وعدم التكشف والاختلاط بالرجال والقرار في البيت، ولتستعينوا على نصحهما بالكتب الإسلامية والأشرطة النافعة والمواعظ فلعلهما تستفيقان من غفلتهما، وإذا علمت أن منعهما من الخروج للمدرسة سيؤدي لهروبهما ووقوعهما فريسة في أيدي تجار الأعراض فلا نرى مصلحة في منعهما، وعليك بالنصح والإرشاد مع الإكثار من الدعاء لهما بالهداية، ولا تمنعاهما من الدراسة والعمل، وهذا من باب ارتكاب أخف الضررين دفعاً لأكبرهما، وانظري للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 10308، والفتوى رقم: 67272.
والله أعلم.