السؤال
مشكلتي إني أعاني من نوع من الفصام الذي يسبب الكثير من المشاكل، أحببت شخصا كان مديري في العمل وكان على وشك أن يطلب يدي، ولكن بتصرفاتي غير العاقلة خسرته بعد فترة طويلة عاد إلي ولكني أيضا خسرته مرة أخرى، أنا الآن أعاني من المرض ومن خسراني المتكرر لمن أحببت، مع العلم بأني أتناول دواء زيبركسا، ولكني أحس أني عاجزة وغير قادرة على فعل أي شيء في حياتي حتى عدم تغيير وظيفتي التي أنا مكثت بها سنوات طويلة، نصحتني إحدى الصديقات بأن لا أفعل شيئا لأن تصرفاتي كلها خاطئة وحتى لا أخسر المزيد في حياتي يجب أن لا أعمل أي شيء وهذا شيء يعذبني كثيراً لأني بالأصل إنسانة طموحة، فأرجو منكم أن ترشدوني هل أستمر هكذا بدون فعل أي شيء أم ماذا أفعل، فأرجو منكم المساعدة؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن حب الفتاة للرجل وحبه لها حباً عاطفياً، وتعلق بعضهما ببعض خارج إطار الزوجية يعتبر خطأ، وقد يترتب عليه ما لم يكن في حساب أي منهما، وخصوصاً إذا كانت تربط بينهما علاقة في العمل (مدير ومدارة)، فننصحك -إذاً- بتجنب مثل هذا الحب.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فما نصحتك به صديقتك بأن لا تفعلي أي شيء، لأن تصرفاتك خاطئة وربما تخسرين بسببها المزيد في حياتك أمر قد يحتاج إلى تفصيل... وحاصله أن من واجبك أن تكفي عن أي تصرف كنت تقومين به، إذا كان فيه تجاوز لحدود الله، كالخلوة مع الأجنبي، والخضوع له بالقول، والتبرج عنده، ونحو ذلك مما يترتب في الغالب على العلاقات غير الشرعية، وأما التصرفات الأخرى البريئة التي لا علاقة لها بالحرام، فلا ينبغي الكف إلا عما لا نفع فيه منها، كما نوصيك أيضاً بالثقة من نفسك، وبأن لا تظني أنك لا تصلحين لشيء، واعلمي أنه ما من إنسان إلا وله أخطاء كثيرة، ومجانبة للصواب في بعض تصرفاته، ولكن العاقل هو الذي يستفيد من أخطائه ويتجنب تكرارها في المستقبل.
والله أعلم.