السؤال
إذا دخل الرجل الجنة، فهل لا بد أن يعيش مع زوجته في الجنة إن دخلت معه؟ أنا أدعو في صلاتي أن تكون فتاة تمنيت أن أتزوجها ولم يقدر الله، وغصبت على الزواج من زوجتي، وصبرت ورضيت، ولكني أدعو في صلاتي أن تكون تلك الفتاة زوجة لي في الجنة، فهل دعائي صحيح يعني هل من نعم الجنة أن أستطيع أن أتزوج ممن أشاء؟ ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمرأة في الجنة تكون مع زوجها المسلم الذي مات وهي في عصمته؛ لما رواه البيهقي في سننه: أن حذيفة قال لزوجته: إن شئت تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا. ولذلك حرم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة.
وأما من لم تتزوج، فإنها تزوج بمن شاء الله تعالى، لأنه لا يوجد في الجنة أعزب لا ذكراً ولا أنثى، لما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما في الجنة عزب. قال ابن منظور في لسان العرب: العزاب هم الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء.
وعليه؛ فلو لم تتزوج هذه الفتاة، فلا مانع من أن تدعو الله تعالى أن تكون زوجة لك في الجنة، وإلا فلا، ولكن مما ينبغي أن يتفطن له الأخ السائل أن أهل الجنة لهم فيها ما تشتهي أنفسهم، وما لا يريد الله عز وجل أن يكون لهم، فإن نفوسهم لا تشتهيه؛ بل يرضيهم الله عز وجل بما يعطيهم بحيث لا يتمنون غيره.
والله أعلم.