السؤال
أنا شاب ولا أتكلم مع أهلي بسبب حدوث مشاكل كثيرة وأبي لا يعطيني مصروفا، فماذا أفعل علماً بأنني أدرس في الجامعة، أما الآن فأنا أعمل ولكني سأترك عملي طبعاً عندما يأتي العام القادم، فماذا أفعل أسرق من أبي، علماً بأن أبي وأمي غير راضيين عني وهما غير منطقيين أبداً وأنا لا أكلمهما أبداً وأحيانا يحتد النقاش بيني وبين أمي فأغضب فأشتمها وأنا غير قاصد، لكني لا أتمالك نفسي فهما لا يتكلمان بالعقل أبداً وهما جافيان جداً وأبي لئيم فلا أستطيع أن أستسمح منه ولا أستطيع أن أواجهه فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أولاً أن تتقي الله تعالى وتبر والديك وتحسن إليهما مهما فعلا معك، فحق الوالدين أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى، فقد قال سبحانه وتعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:24}.
وأي فعل يؤدي إلى عقوقهما وشتمهما فإنه جريمة من الجرائم وكبيرة من الكبائر لقوله صلى الله عليه وسلم: من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله: وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه. متفق عليه.
وأما عن السرقة منهما فإنها كالسرقة من غيرهما، فلا يجوز لك أن تأخذ شيئاً من مالهما إلا بعلمهما ورضاهما، ولذلك فإن عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى وتبر والديك وتحسن إليهما، وأن تتلطف معهما وتتواضع لهما حتى يرضيا عنك فإنك إن مت وأنت عاق لهما قد لا تفلح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه، قيل من يا رسول الله قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة. رواه مسلم وغيره. ولن تعدم وسيلة ترضيهما بها، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 39952، 8610، 48496، 95482.
والله أعلم.