السؤال
مشكلة واقع فيها صديق لي.... فهو يعاني من مشكلة الوسواس وهو كما يلي: إذا كبر تكبيرة الإحرام للصلاة... يشعر وكأنه ليس في الصلاة وكأنه يؤدي حركات ظاهرية، مما يؤدي به للخروج منها..... فهو يشعر كأنه لم يدخل إلى جو الصلاة أصلا ويشعر كأنه يمثل في الحركات ماذا يفعل، يأخذ وقتا ليكبر تكبيرة الإحرام بحجة أنه ليس جاهزا للصلاة.... ويشعر أيضا أنه قد نوى -بعد التكبير- الخروج من الصلاة، فهل تغير النية يخرج من الصلاة هذا إحساسه، علما بأن الوسواس هذا معه منذ سنوات ولم يستطع التخلص منه.... تارة يأتيه بالوضوء وتارة يأتيه بالصلاة، وكل مرة شيء تفصيلي جديد إنه يعاني وسأل كثيرا من المشايخ، لكن لا يعرف سبب الاستمرار؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنية الصلاة لا تحتاج إلى كبير جهد بل يكفي المصلي استحضار نية الصلاة مع تعيينها ككونها ظهراً أو عصراً مثلاً، ولا تأخذ وقتاً طويلا لكي يتجهز لها الإنسان، فإذا نواها في محلها فلا يضره بعد ذلك إذا نسيها ولم يستحضرها في بقية صلاته لأن استصحابها طيلة الصلاة فيه عسر ومشقة، ولا يشترط في صحة الصلاة، كما في الفتوى رقم: 22021.
وكذلك لا تبطل صلاته إذا شعر بعدم الخشوع فيها فليس ذلك بمبرر لقطعها وليس الخشوع بشرط في صحتها، وإن كانت الصلاة بدونه ناقصة الأجر والثواب، كما في الفتوى رقم: 6598.
وإذا شك في حصول نية الخروج من الصلاة بعد أن كبر للإحرام فصلاته صحيحة لأن الأصل صحتها حتى يثبت ما يبطلها، ولا يجوز أن يقطع الصلاة بمجرد الوساوس والأوهام، وينبغي أن يُنصح الشخص المذكور بضرورة الإعراض عن الوساوس لأن أفضل علاج لها هو عدم الالتفات إليها فتتبعها يؤدي إلى ثبوتها وتمكنها، وعلاج الوسواس القهري تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.