السؤال
أنا فتاه أبلغ من العمر 25 سنة وأحب شابا لدرجة جنونية وقد جاء لخطبتي 6 مرات، ولكن يكون الرفض من أهلي في كل مرة لأسباب لا يرضاها الدين ومنها أن والديه مطلقان وأنه سوري ونحن فلسطينون.. مع العلم لا يوجد سبب شرعي لرفضه.. وبقي الحال 5 سنوات.. وفي النهاية الشاب ارتبط بغيري لهدف إقامته بالدولة التي يعمل بها وإعطائه الجنسية وقد قرب عرسه.. ولكن أنا لم أستطع الارتباط أو حتى التفكير بغيره ولهذه اللحظة أشعر بأنني إذا ارتبطت بغيره سوف أظلمه معي... ولي على هذا الحال سنة و3 أشهر... وأنا بحاجة كبيرة للجنس.. فأقيم علاقة على الهاتف مع شاب وأمارس معه على الهاتف وأصل لما أنا بحاجته.. أعلم أنه خطأ كبير لكن أشعر أنه أخف من إقامة علاقة واقعية... أريد أن أعرف ما الحكم الشرعي لما أنا فيه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها المسلمة أن الله تعالى منحك من فضله سمعاً وبصراً وعقلاً وقدرة، وأمرك بالاستقامة على شريعته، والاهتداء بتعاليم الوحي الشريف، والذي أعطاك هو القادر على سلب ما أعطى، قال الله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ {الأنعام:46}، والعاقل هو من يشكر الله على نعمه، ويخشى أشد الخشية من الوقوع في أي أمر يغضب الله تعالى، قال سبحانه وتعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات:40-41}، فكفي عما تفعلينه، وتوبي إلى الله تعالى، وأقلعي عن هذا الفعل الشنيع الذي تمارسينه، واعزمي عزيمة صادقة على أن تغلبي شهوتك، ولا تعودي لهذا الفعل بعد ذلك أبداً، واعلمي أن اللذات تنسى وتبقى الحسرات.
وما كان لأهلك أن يمنعوا من تقدم إليك إذا كان صاحب دين وخلق، بل على ولي المرأة أن يسعى في تزويجها، ويبحث لها عن الكفء الذي يحفظها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: يا علي: ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفؤاً. رواه الإمام أحمد والترمذي عن علي رضي الله عنه، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 74800.
وبما أن هذا الرجل قد ارتبط بغيرك فعليك أن تصرفي ذهنك عن التفكير فيه، وأكثري من دعاء الله تبارك وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وننصحك أختنا الكريمة بأن تفكري في الأمر تفكيراً متأنياً، ولا تجعلي العاطفة تعصف بحياتك، وتحيلها إلى حياة تعيسة بعيدة عن القيم والأخلاق والدين، وافترضي أن هذا الرجل قد مات فماذا كنت ستفعلين، هل ستظلين مشغولة البال به، فاتقي الله تعالى، واعلمي أن أمر النكاح بيد الله تعالى، وأن ما كتب لك ستنالينه، فلا حاجة إلى تعظيم القضية، وننصحك بقبول من تقدم لك إذا كان صاحب دين وخلق، وفقك الله لمرضاته، وصرف عنك السوء والفحشاء، وصانك من الذئاب البشرية.
والله أعلم.