السؤال
أنا فتاة في 23 من عمري مشكلتي الأساسية هي أني لا أجد من أتكلم معه ففي داخلي أشياء كثيرة أريد أن أخرجها، ولكن لم أجد الشخص الذي أثق فيه حتى أقولها له، ومشكلتي الثانية بأنني لم أتزوج إلى الآن مع أن هناك من تقدم لي ولكن 4 لم أعجبهم وهذا يحز في نفسي فأنا دائما أفكر ما العيب الذي أحمله حتى يرفضوني، أما مشكلتي الأخيرة فهي بأني تعرفت منذ فترة قليلة على شاب من خلال الإنترنت وبصراحة أعجبت به فهو الوحيد الذي يفهمني ويسمعني ولكنه الآن مسافر وآخر مرة تكلمنا أراد أن يرى صورتي ولكني رفضت ولقد أحسست بأنه قد تضايق مع أنه نفى ذلك وقال إنه يتفهم وضعي ومن قبل طلب مني رقم هاتفي وأيضا رفضت وتفهم ذلك أيضا, المشكلة تكمن أنني أخاف أن يكون قد قطع علاقته بي وبصراحة أنا تعودت عليه ولا أريده أن يغادر حياتي وبصراحة أنا أفكر أن أتصل به ولكني مترددة، فماذا أفعل هل أتصل به أم أنتظر حتى أتاكد أنه مسافر حقا وسيكلمني عندما يرجع (هو مسافر لمدة أسبوع) وهو قد قال إنه يريد أن يكلمني أكثر ليتعرف علي وأن غرضه شريف ولكن أنا لا أعرف ماذا أفعل وخاصة بأني أثق في كلامه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فندعوك -أيتها الأخت- إلى أن تنزعي من نفسك هذا الشعور بأنك لست كغيرك من الناس، فليس من أحد في هذا الوجود إلا وله خصائص فردية يختلف فيها عن غيره، وله عيوب لا يشاركه فيها كثير ممن هم في مجتمعه، كما ندعوك أيضاً إلى الابتعاد عن القلق بسبب تأخر الزواج، فإن كثيرات من النساء يتأخر زواجهن إلى أكثر مما تأخر زواجك، ثم يأتيهن بعدُ ما هو مقدر لهن، وقد يكون في التأخير خير كثير، فالإنسان لا يعرف مصلحته تمام المعرفة، وقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وفيما يخص هذا الشاب الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت، فننصحك بأن لا تستمري معه على تلك العلاقة، فمن المقرر شرعاً أنه لا يجوز أن تكون علاقة بين رجل وامرأة ليس محرماً لها إلا في ظل زواج شرعي، وأن لا يخاطب رجل امرأة أو امرأة رجلاً إلا لحاجة، ومثل هذه العلاقات قد تجر إلى مفاسد كثيرة على الفتى والفتاة، والآثار المدمرة المترتبة على ذلك معلومة مشهورة، وقد أحسنت في رفضك إراءته لصورتك وإعطاءه رقم هاتفك، لأن كل ذلك لا يجوز وقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وعلى كل فإنه لا داعي إلى أن تتصلي به، بل الواجب هو أن تقطعي اتصالك به، فإن كان يريدك زوجة له فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، ويتقدم لخطبتك عند أهلك.
والله أعلم.