الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتراف بالخطأ والبعد عن المحرم من دلائل صدق التوبة

السؤال

أرجوكم إخوتي في الله أن تجيبوني. كان والدي منذ زمن بعيد -في وقت لم يكن هناك علم شرعي منتشر في بلدنا- يفعل عادات فيها شرك أكبر مثل دعاء غير الله, وعندما علم الحكم ابتعد عن هذا تماما واعترف أن هذا خطأ. المشكلة تنحصر في أني أخشى أن تكون هذه توبة لا تقبل لأني علمت مؤخرا أن من شروط التوبة الندم, وأبى قد قال لي أنه فعلها عن جهل من غير تعمد, وهذا الكلام جعلني أخشى أن يكون أبى ينقصه ندم ليعفو الله عنه. أم هل أنا لا أفهم المعنى الصحيح للندم؟ هل يمكن أن يقبل الله توبته لأنه عامي لا يعرف شروط التوبة الصحيحة والتي منها الندم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلاشك أن دعاء غير الله تعالى من الشرك الأكبر كما سبق في الفتوى رقم: 3779. لكن من أقدم عليه جاهلا بحكمه فهو معذور، ويكون عذره مانعا من الحكم عليه بالكفر كما تقدم في الفتوى رقم: 60824.

وإذا كان والدك قد اعترف بالخطأ وابتعد عما أقدم عليه من دعاء غير الله تعالى فهذا دليل على توبته، وهي مقبولة إن شاء الله تعالى، وتصريحه بكونه أقدم على المعصية جاهلا لا يدل على نقصان ندمه، بل قد يدل على صدق توبته ورجوعه وأنه لم يتعمد الإقدام على ذلك، فأحسن به الظن، والندم من شروط التوبة الصادقة وهو التحسر والتألم بسبب الإقدام على المعصية وهو الركن الأعظم منها.

وشروط التوبة تقدم تفصيلها في الفتوى رقم: 5646.

والله اعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني