السؤال
ما مدى صحة هذه الأحاديث المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وما معناها ؟ : (( ساعة من عالم متكئ على فراشه ينظر في علم خير من عبادة العابدين سبعين عاما )) و (( شرب الخمر كعابد الوثن )) و (( شر بقاع الأرض الأسواق وهي ميدان إبليس )) بارك الله فيكم .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما الحديث الأول ولفظه: ساعة من عالم متكئ على فراشه ينظر في علمه خير من عبادة العابد سبعين عاما. فقد رواه الديلمي في مسند الفردوس وهو حديث موضوع كما قال عنه الشيخ الألباني في كتابه ضعيف الجامع الصغير، الحديث رقم: 3205. وقال في معناه المناوي في فيض القدير: ساعة من عالم أي عامل بعلمه متكئ على فراشه ينظر في علمه أي يطالع أو يقرأ أو يؤلف أويفتي خير من عبادة العابد سبعين عاما. لأن العلم أس العبادة ولا تصح العبادة بدونه، والمراد العلم الشرعي المصحوب بالعمل كما مر مرارا. انتهى.
وأما عن الحديث الآخر: شرب الخمر كعابد وثن. فقد رواه الإمام أحمد في المسند بلفظ: عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن. قال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف، ورواه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدمن الخمر كعابد وثن. قال الشيخ الألباني: حسن، وتحسينه له إنما بمجموع طرقه كما بين هو في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة الحديث رقم: 677. وأما معناه فقد قال فيه السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه: قوله: مدمن الخمر أي الذي يلازمها كعابد وثن حيث إن الله تعالى جمع شرب الخمر مع عابد الوثن في قوله تعالى: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ... الآية، وأيضا هما سواء في عدم قبول الصلاة، فإن الكافر لو صلى لم تقبل صلاته. انتهى. ونقل المناوي في فيض القدير عن ابن عباس أنه قال: يشبه أن يكون فيمن استحلها. انتهى.
واما الحديث الثالث ولفظه: شر بقاع الأرض الأسواق وهي ميدان إبليس، فلم نعثر عليه بهذا اللفظ، ولكن روى الجزء الأول منه أبو الشيخ في كتابه العظمة بلفظ: إن شر بقاع الأرض السوق. وهذا الكتاب من مظان الاحاديث الضعيفة والموضوعة، وقد روى هذا الحديث عن مالك يحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.... الخ ففيه انقطاع في إسناده، وقد ورد في معنى هذا الحديث أحاديث صحيحة يمكنك مراجعتها بالفتوى رقم: 34475.
والله أعلم.