السؤال
بسم الله الرحمن الرحيمقال الإمام البيضاوي في تفسير آية 190 من سورة البقرة "وقاتلوا في سبيل الله" جاهدوا لإعلاء كلمته وإعزاز دينه "الذين يقاتلونكم" قيل: كان ذلك قبل أن أمروا بقتال المشركين كافة المقاتلين منهم والمحاجزين" فماذا قصد الإمام البيضاوي بكلمة "المحاجزين"؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العبارة التي ذكر البيضاوي في تفسيره ذكرها كذلك الزمخشري في الكشاف والألوسي في روح المعاني والنسفي في تفسيره وابن عاشور في التحرير والتنوير، والمراد بها الذين يكفون عن قتال المسلمين أي أن الأمر بالقتال في الآية المذكورة من سورة البقرة خاص بمن ناجز المسلمين أي نصب لهم الحرب دون من كف عنهم وهم المحاجزون، قال الألوسي في روح المعاني عند تفسير قوله تعالى: وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ.. أي جاهدوا لإعزاز دين الله تعالى وإعلاء كلمته... الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ.. أي يناجزونكم القتال من الكفار، وكان هذا على ما روي عن أبي العالية قبل أن أمروا بقتال المشركين كافة المناجزين والمحاجزين، فيكون ذلك حينئذ تعميماً بعد التخصيص المستفاد من هذا الأمر مقرراً لمنطوقه ناسخاً لمفهومه.. أي لا تقاتلوا المحاجزين وكذا المنطوق في النهي الآتي فإنه على هذا الوجه مشتمل على النهي عن قتالهم أيضاً. وقيل: معناه الذين يناصبونكم القتال، ويتوقع منهم ذلك دون غيرهم عن المشايخ، والصبيان والنساء والرهبان فتكون الآية مخصصة لعموم ذلك الأمر مخرجة لمن لم يتوقع منهم وقيل: المراد ما يعم سائر الكفار فإنهم بصدد قتال المسلمين وقصده فهم في حكم المقاتلة قاتلوا أو لم يقاتلوا. انتهى بحذف قليل.
والله أعلم.