السؤال
في استشارة رقم 254073 ذكر أن طول شعر الحاجب لا يزيد عن مليمترات وقرأت في الفتاوى أنه يجوز تخفيف الحاجب إن كان يتعدى الطبيعي فما الحجم والشكل الطبيعي للحاجب؟
أرجو الشرح التفصيلي لذلك ومن أين تبدأ العبسة وتنتهي حتى لا أدخل على شعر الحاجب عند إزالتها وأنا عندي شعر يوازي العين هل هو من الحاجب، وما الذي يجب إزالته من شعر الجبهة حتى لا أدخل على شعر الحاجب؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن خلاصة القول في تخفيف الحاجبين هو أنهما إذا كانا كثيفين أو طويلين إلى حد يخرج عن المعتاد ويشوه الخلقة، فيجوز الأخذ منهما بالقدر الذي يزول به التشويه. وأما الشعر الموجود بين الحاجبين فقد قيل إنه من المسكوت عنه فلم يأت في الشرع ما ينهى عن قصه أو إبقائه، وعليه فلا حرج على المرأة لو أخذته لأنه ليس من النمص في شيء خصوصا إذا كان فيه تشويه للخلقة، ويكون ذلك بالحف لا بالنتف، وما بين الحاجبين معروف وهو ما يقابل أصل الأنف، أما الشعر الذي يوازي العين فإن كان على الحاجبين فحكمه حكمهما من حيث عدم جواز الأخذ منه إلا في حالة العلاج أو الخروج عن المألوف بحيث يشوه الخلقة، وإن كان في غير الحاجبين فلا حرج في إزالته.
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين كما في فتاوى المرأة المسلمة عن حكم إزالة أو ترقيق شعر الحاجبين وذلك لغرض الجمال والزينة فما حكم ذلك؟ فأجاب: هذه المسألة تقع على وجهين:
الوجه الأول: أن يكون ذلك بالنتف فهذا محرم وهو من الكبائر، لأنه من النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله.
الثاني: أن يكون على سبيل القصّ والحفّ، فهذا فيه خلاف بين أهل العلم هل يكون من النمص أم لا ؟ والأولي تجنب ذلك.
أما ما كان من الشعر غير المعتاد بحيث ينبت في أماكن لم تجر العادة بها، كأن يكون للمرأة شارب، أو ينبت على خدها شعر، فهذا لا بأس بإزالته، لأنه خلاف المعتاد وهو مشوّه للمرأة،أما الحاجب فإن المعتاد أن تكون رقيقة دقيقة، وأن تكون كثيفة واسعة،هذا أمر معتاد وما كان معتادا فلا يتعرض له، لأن الناس لا يعدونه عيبا بل يعدون فواته جمالا أو وجوده جمالا، وليس من الأمور التي تكون عيبا حتى يحتاج الإنسان إلي إزالته. انتهى.
وللفائدة في هذا المعنى يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 20494.
والله أعلم.