السؤال
أسأل الله أن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى في جوار الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام بلا حساب وبلا عذاب... آمين.
أتقدم إليكم بسؤالي هذا والقلق ينتابني حيال والدي رحمه الله، والدي توفي منذ سنتين وكان لديه تقصير تجاه رب العالمين وذلك لكونه لم يكن مواظباً على الصلاة المكتوبة, كان يصلي أحياناً وأحياناً لا يفعل كسلاً وليس إنكاراً لوجوبها، كان قليلاً ما يصوم رمضان ويحتج بأنه مريض وعليه أن يأخذ دواء القلب أو أنه ضعيف لا يستطيع, ولكنه كان من المدخنين وأنا أظن أنه لم يكن مواظباً على الصيام بسبب ضعف مقاومته لترك التدخين، كنا في فترة بعيدة من الزمان نملك دكاناً للبقالة وحسب علمي وكما أذكر (حيث إنني كنت صغيراً حينها) أنه لم يكن يخرج زكاة البضاعة التي فيه, وكانت أوضاعنا المادية صعبة, ولم تربح تجارتنا وبعنا الدكان بعدها، كنت أعلم أنه أحياناً ربما امتلك مبلغاً من المال يمكنه من الحج ولكنه لم يحج, وكان دائماً يقول لي أنه يتمنى الذهاب إلى الحج ولكنه لا يستطيع حيث إنه كان يعاني من مشاكل كثيرة وخطيرة في العينين وكان عليه أن يبتعد عن الزحام والشمس والتعب، ولكن بعد وفاته تبرع بعض الناس وقاموا بالحج عنه (أظنهم ثلاثة أشخاص منفردين)، أنا أحببت والدي كثيراُ وكذلك أحبه كل من عرفه وجاء في جنازته والعزاء خلق كثير لم نعرف أغلبهم وكلهم شهدوا له بحسن الخلق وطيب المعشر، وكلما قابلني شخص كان يعرف أبي قال لي رحم الله أباك كان رجلاً ونعم الرجال وكان حسن السمعة؟ لذلك أرجو منكم أن تبينوا لي ماذا يمكنني عمله من أجل البر بوالدي, أنا أحبه وأخاف عليه من عذاب القبر ومن عذاب يوم القيامة؟ جزاكم الله كل خير ورزقني وإياكم الجنة وحرّمني وإياكم على النار.