السؤال
لدي قريبة تزوجت بدون رضا أهلها مما أدى إلى غضب أهلها، مع العلم بأن أهلها بدأوا يحنون إليها وقد حاولت معها مرات عديدة بنصحها بأن تسعى إلى إعادة العلاقة مع والديها، ولكنها للأسف ترفض الرجوع إليهم، فهل أنا آثمة بأنني على علاقة معها وهي قاطعة لوالديها مع العلم بأنها لم يصدر أي خطأ منها في حقي، وهل أخبر أهلها عندما يسألون عنها أنها ترفض العودة لهم أم كيف أتعامل مع هذا الموضوع بما يرضي الله في المقام الأول والأخير، مع العلم بأنني بذلت ما في وسعي لإصلاح ذات البين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على ما قمت به وتقومين به من السعي لإصلاح ذات البين فإن هذا من أعظم القربات، وفيه ما فيه من الفضل وعظيم الأجر، وانظري الفتوى رقم: 50300.
فإن ثبت فعلاً ما ذكرت من أن هذه الفتاة هاجرة لوالديها رافضة للصلح معهما -ولم يكن لها مسوغ في ذلك- فهي آثمة وعاقة لوالديها، فالواجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى، فإن حق الوالدين عظيم، وعقوقهما ذنب كبير، وتراجع الفتوى رقم: 17754.
ولا حرج عليك -إن شاء الله- في الاستمرار في العلاقة معها وذلك بقصد دعوتها ونصحها، وينبغي أن لا تيأسي في سبيل إقناعها، واستعيني في ذلك بكل من ترجين أن يكون قوله مقبولاً عندها، وبكل وسيلة قد تعينك في إصلاحها، وراجعي الفتوى رقم: 19478، وإن لم تجد تلك المساعي فينبغي أن تهجريها إن رجوت أن يكون الهجر رادعاً لها، وانظري ذلك في الفتوى رقم: 25079.
والأولى أن لا تخبري أهلها برفضها الإصلاح، فإن هذا يعيق سبيل الإصلاح، وإذا سألك أهلها فيمكنك التورية في الكلام وعدم التصريح برفضها، وبقي النظر فيما إذا كان هذا الزواج قد تم بغير إذن وليها، فإن كان الأمر كذلك فهو نكاح باطل يجب فسخه ما لم يكن قد حكم به حاكم فإنه حينئذ يمضي، كما هو مبين في الفتوى رقم: 47816.
والله أعلم.