السؤال
سمعت أحد الشيوخ يقول إن حلق اللحية من الكبائر و أنه لا سبيل لمغفرة الكبائر إلا بتوبة، فإذا كان حلق اللحية من الكبائر فما هي الصغائر؟
أرجو أن تبينوا لي ما هي الكبائر وما هي الصغائر التي تكفر بالصلاة والصوم....
كيف نفرق بين صغائر المعاصي و كبائرها؟
هل يمكن أن تمدونا بأمثلة حتى نتبين أمرنا ولا تختلط علينا الأمور كما هو الحال بالنسبة للحية وغيرها من الأمثلة.
أرجو الحصول على جواب محدد وشامل يخص السؤال، وليس أجوبة عامة لأسئلة أخرى.
و جازاكم الله خيرا.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
حلق اللحية حرام وهو من الصغائر إلا إذا أصر عليه صاحبه وواظب عليه فإن الإصرار على الصغائر والإعلان بها يصيرها كبائر كما قال أهل العلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم حلق اللحية بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم في الفتوى: 2711، وأنه لا يجوز.
وهو وإن كان من الصغائر فإن ذلك لا يعني التقليل من شأن المعصية والمخالفة الشرعية؛ فلا ينبغي للمسلم أن يستقل شيئا من ذنوبه فإن التقليل من الذنوب والتهوين منها من شأن المنافقين ومن أسباب الهلاك والبعد عن الله تعالى، كما في البخاري عن ابن مسعود أنه قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا. وقال بعض السلف: لا تنظر إلى المعصية ولكن انظر إلى من عصيت.
هذا، وقد يصبح حلق اللحية كبيرة بالإصرار عليه كما هو حال من يحلقها، وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ومن ذلك ما يفعله جهلة الناس اليوم من حلق اللحية، تجدهم يحلقون اللحية ويصرون على ذلك ولا يرونها إلا زينا وجمالا، والحقيقة أنه شين وأنها قبح لأن كل شيء ينتج عن المعصية فلا خير فيه، بل هو قبح، وهؤلاء الذين يصرون على هذه المعصية وإن كانت صغيرة أخطأوا لأنها بالإصرار تنقلب كبيرة والعياذ بالله، لأن الإنسان لا يبالي تجده كل يوم كلما أراد أن يخرج إلى السوق أو إلى عمله يذهب وينظر في المرآة إذا وجد شعرة واحدة قد برزت تجده يسارع إلى حلقها وإزالتها نسأل الله العافية.
وأما ضابط الكبائر فإنه كل ذنب أو مخالفة شرعية جاء فيها وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد، أو لعن فاعله في كتاب الله، أو على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم. وقد اختلف أهل العلم في عددها حتى أوصلها بعضهم إلى سبعين.
وهي متفاوتة فمنها السبع الموبقات التي هي أكبر الكبائر. ويمكنك أن ترجع إلى معرفتها بالتفصيل في كتاب الكبائر للذهبي وابن حجر الهيتمي.
وقد تكفل الله عز وجل في محكم كتابه لمن اجتنبها أن يكفر عنه الصغائر من السيئات. فقال تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً {النساء:31}
هذا، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتاوى: 3000، 4978، 97742، 25756، 66518.
والله أعلم.