السؤال
أنا وزوجي مغتربان ومقيمان في بلد عربي تعذبنا كثيرا لكي نجد فيه عملا وخاصة زوجي لأنه لم يجد عملا إلا بعد سنة ونصف حيث كان يتعذب لرؤيتي أعمل وأصرف على البيت وزيادة على هذا كان عليه تجديد زيارته للبلد كل شهرين مما أرهقنا ماليا ونفسيا وبعدها لم يكن عليه إلا الاختيار إما أن يعمل كنادل في فندق أو أن نرجع لبلدنا الأصلي الذي لا نملك فيه بيتا ولا عملا بل هناك دين ينتظرنا فلذا اختار زوجي رغما عنه هذا العمل لكي يوفر علي مصاريف تجديد زيارته ولكن هو الآن يتألم لأنه مجبور على حمل الخمر وتقديمه والمصيبة أنه لا يستطيع تقديم استقالته إلا بعد سنة وذلك قانون الفندق لما صرفوا عليه من أوراق إقامته بالبلد هو الآن يتألم وزيادة على هذا يتلقى أسوأ المعاملة وأجرا بسيطا لا يكفي إلا لمواصلاته، والآن أنا حامل في الشهر الرابع وزاد خوفنا وحاجتنا فهل ممكن بعد أن يتمم السنة في هذا الفندق أن نقترض مبلغا من المال من البنك ليس لشيء إلا لأن يعمل إقامة حرة ويبحث عن عمل لا يجبرونه فيه على شيء والله حالتنا سيئة إلا من هذه الشركات التي تعمل لنا إقامة على حسابها وبعدها تعمل فينا الويل.
أرجوكم أفيدونا.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
لا يجوز العمل في فندق يقدم فيه الخمر، ولا الاقتراض بالربا إلا لضرورة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أنه لا يجوز لزوجك أن يعمل في هذا الفندق الذي يقدم فيه الخمر، وقد سبق لنا بيان ذلك في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 70634، فراجعيها، وعلى زوجك الآن أن يسارع إلى تقديم استقالته من هذا العمل فإن قبلوها فذلك المطلوب، وإن رفضوها وأجبروه على البقاء في العمل فليمتنع عن تقديم الخمور فبعض الشر أهون من بعض، أما بخصوص القرض الربوي فهو حرام ولا يجوز اللجوء إليه إلا عند الضرورة وهي هنا أن يهلك المرء أو يقارب الهلاك إذا لم يقترض بالربا، ولا نرى أن حالتكم كذلك، وعليه، فلا يجوز لكم أن تقترضوا قرضا ربويا، ونوصيكم بتقوى الله والالتزام بطاعته فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ كما نوصيكم بكثرة الاستغفار فقد قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً {نوح:10-12}
والله نسأل أن يعينكم على طاعته ويفرج كربكم ويرزقكم رزقا حلالا واسعا هنيئا؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.