السؤال
خطيبتي اخترتها لدينها وحيائها هي تلتزم بحجابها وتعففها وهي تدرس في الجامعة في ميدان المحاسبة ويفرض عليها أن تقوم بتربص في الصيف في مكتب خبير محاسب، وفي هذا العام صارحتني بأنها ستشتغل مع رجل في مكتبه وحدهما، قلت لها هذا يمنعه إسلامنا ولا يتناسب مع حيائك، وقلت لها كيف ترضين لي هذا العذاب وهذا الشعور بالغيرة الشديدة؟ قالت بأنّها تعلم أنّ الخلوة حرام وتشفق لحالي إلاّ أنّها مضطرّة للقيام بهذا التربّص، هي قالت أنّها لا تستطيع التوقف عنه الآن لأنّها تخاف من والدها الذي منعها في أول الأمر من أن تقوم بأي تربص، لتتمكّن من إتمام دراستها، وتريد الهرب من الجو الخانق الذي صنعه والدها في البيت، أوشكنا على الزواج, وهذه أول مرّة تراودني فكرة تركها, استخرت لذلك وها أنا أستشير, أعترف بأنّ هذه الفكرة لا تراودني إلاّ عندما تكون هي في عملها, وعندما أعلم أنّها قد عادت لبيتها أشعر بتحسّن، لذلك أردت التريّث حتى أتبيّن أمري، هي تعجبني في عدّة صفات، والسّؤال هو: ماذا أفعل وقد أصرّت على إتمام تربّصها، هي وعدتني أنّ هذا الأمر حالة قصوى ولن يتكرّر في المستقبل, هل آمن لقولها، وماذا لو كان الأمر وقد تزوّجنا، هي قالت إن كنّا متزوّجين لأطاعتني, ولما حصل هذا الأمر لأنّني كنت سأساعدها على إيجاد تربّص أحسن من هذا، هل من البرّ أن أصدّقها وأصبر حتّى تنهي هذا التربّص أم عليّ أن أقطع الشّكّ باليقين وأبحث عن أخرى أأمن أكثر على دينها وعلى مشاعري، لا أخفي عنكم أنّ مشاعر المودّة والرحمة قد بدأت تأخذ مكانها لقلبي, أحيانا أقول ماذا لو تركتها، عندها يكون أحد الوجهين، إمّا أن تكون صادقة في وعدها وأكون حينئذ قد خسرتها، أو أن تكون غير ذلك فإمّا أن تتزوّج غيري ويصيبه ما كان سيصيبني, أو أن تبقى عانسا, وفي الأمرين شرّ، (إن كان عليّ أن أصبر فكيف آمن من إمكانيّة وقوع أمر سوء في عملها, وإن كنت أستبعد هذا الأمر لعفّتها, إلاّ أنّنا بشر والذي خلقنا أعلم بنا لمّا حرّم هذه الخلوة اللعينة)؟