السؤال
أنا طبيب بأحد المستشفيات الحكومية هل يجوز لي التحايل لإيصال المنفعة للمرضى شديدي الفقر الذين لا يستطيعون دفع ثمن الفحوصات و العلاج "حيث إن بعض المرضى يحتاجون إلى عمل الفحوص و العلاج و لا يتم ذلك إلا بموافقة مدير المستشفى"
و لكن مدير المستشفى لا يوافق في كثير من الأحيان و ذلك كما يقال لكي يوفر في الميزانية حيث إنه يأخذ نسبة من التوفير، علما بأنه يوافق على عمل هذه الفحوصات و العلاج لأصحاب المراكز المرموقة والذين لا يحتاجون أساسا لهذا و قد يعفيهم من آلاف الجنيهات، فهل يجوز لي الكذب شفويا أو كتابة لتحصيل ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن التحايلات ومغالطة المسؤولين لا تجوز، وأن الكذب حرام، ولا يرخص فيه إلا لضرورة أو حاجة ويشترط ألا توجد وسيلة أخرى مشروعة تحقق الغرض.
وضابط ما يباح من الكذب أن كل أمر محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب فهو فيه مباح.
وليس من شك في أن ما ذكرته من أن مدير المستشفى لا يوافق في كثير من الأحيان على إجراء الفحوصات والعلاج للمرضى شديدي الفقر، بينما يوافق عليها لأصحاب المراكز المرموقة الذين لا يحتاجون لذلك، ويعفيهم من الرسوم... يعتبر جورا وبعدا شديدا عن الإنصاف.
وعليه، فإذا كنت لا تستطيع إرجاع هذا الحق إلى نصابه إلا بالكذب والتحايل فإنه يجوز ذلك لك، وقد تؤجر عليه إذا أخلصت النية لله.
والله أعلم.