السؤال
سمعت حديثا فيما معناه أن رجلين أحدهما استشهد والآخر مات بعده بعام, فالذي مات بعده بعام بلغ منزلة عالية بقدر السموات والأرض عن الذي استشهد, فلما تعجب الصحابة من ذلك رد عليهم الرسول صلى الله عليه و سلم بأن الذي مات بعده بعام قد بلغه الله رمضان وقد صلى ألوف الصلوات عن الذي استشهد.
السؤال الأول:
هل هذا صحيح , ومن الذي أخرجه.
السؤال الثاني:
هل يمكن للمسلم أن يصل إلى منزلة في الجنة أعلى من النبيين الذين كانوا قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
السؤال الثالث:
أليس للشهيد في سبيل الله منزلة عظيمة عند الله (مع النبيين و الصديقين), فإن كان الحديث الذي سبق ذكره صحيحا فكيف بالذي عاش سنة إضافية بعد الذي مات شهيدا يبلغ منزلة أعلى من الشهيد .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذي تسأل عنه قد خرجه الإمام أحمد وغيره، وقال فيه شعيب الأرناؤوط إنه حسن لغيره.
ونصه: عن أبي سلمة قال: نزل رجلان من أهل اليمن على طلحة بن عبيد الله فقتل أحدهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مكث الآخر بعده سنة ثم مات على فراشه، فأري طلحة بن عبيد الله أن الذي مات على فراشه دخل الجنة قبل الآخر بحين، فذكر ذلك طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم مكث في الأرض بعده قال حولا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلى ألفا وثمانمائة صلاة وصام رمضان.
ثم إن الأنبياء هم أفضل البشر، وقد اختارهم الله تعالى واصطفاهم، ولا يمكن لأحد أن يصل إلى منزلة في الجنة أعلى من منازلهم.
وأما سؤالك الثالث، فجوابه قد ورد في نص الحديث، وهو أن الذي تأخر موته قد صلى ألفا وثمانمائة صلاة وصام رمضان. وبهذا القدر من العبادة فاق ذلك الذي مات شهيدا. ولا غرابة في هذا، فالله هو الذي يعلم قدر العبادة وقدر جزائها.
والله أعلم.