خلاصة الفتوى:
لا تعارض بين الزواج وبين بر الوالدين والأولى الجمع بينهما لمن له الخيرة في ذلك وهو من لم يجب عليه الزواج لخوفه من العنت ووقوعه في الحرام، وأما من وجب عليه فلا خيرة له.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسعي الإنسان في إرضاء والديه وتسخيره جهده لخدمتهما عبادة عظيمة يثاب ويؤجر عليها بإذن الله تعالى، لكن لا تعارض بين ذلك وبين الزواج، فابحثي عن زوج ذي خلق ودين يعفك ويسترك، ولعل الله يرزقك منه ذرية تقر بها عينك وتسعد بها نفسك وتبرك كما بررت أمك، ومع ذلك أيضاً تبرين بأمك وتسعين في خدمتها وطاعتها، فتجمعي بين الحسنين، وطاعة الزوج والوفاء بحقه وإن كان أمراً عظيماً، وتكليفاً زائداً، لكن لا ينبغي أن يكون مانعاً من الزواج أو عقبة دونه، فالفوائد المرجوة من النكاح والمصالح المترتبة عليه تهون من أمر ما يترتب عليه من مشقة وما يسببه من مسؤولية.
ثم اعلمي أن الزواج قد يكون واجباً فلا خيار للمرء فيه وقد يكون مستحباً أو غير ذلك فتعتريه أحكام الإسلام الخمسة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 52606.
وللفائدة انظري الفتوى رقم: 67037.
والله أعلم.